المفتي قبلان: وظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المفتي قبلان: وظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها - كورة نيوز, اليوم الأحد 3 أغسطس 2025 02:33 مساءً

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة وطنية جاء فيها: “لا أجد لحظة أهم من هذه اللحظة التاريخية لأكاشف جهات الدولة والحكومة اللبنانية فضلاً عن القوى السياسية والشعب اللبناني بالحقيقة التالية: وهي أنّ لبنان قضية تاريخية إلا أنّ العيش المشترك فيه لم يكن قدَراً، لذا اخترناه، وهنا تكمن القيمة التاريخية للعائلة اللبنانية، ورغم العواصف ولعبة الأمم والكوارث ظلّت الإرادة الإسلامية المسيحية مصرةً على الشراكة الوطنية وما زالت كذلك، والمطلوب حماية بلدنا وعائلته الوطنية، وكل ما دون ذلك تفصيل يمكن حلُّه، وبكل صدق وصراحة أقول: لا قيمة للمسلمين بلا المسيحيين ولا للدولة بلا مكوناتها، وكل طائفة بهذا البلد لها نفس الثقل التكويني والميثاقي للبنان”.

واضاف:”والدولة دولة بمكوناتها الوطنية وطبيعة مواثيقها الناظمة، والتوازن السياسي والطائفي في هذا البلد أساس التكوين الوطني للبنان، وبلا توازن وطني لا استقرار  سياسي، والأشياء بأسبابها والتاريخ بظروفه، لذا كما لا يمكن فصل لبنان عن أصل نشأته التاريخية كذا لا يمكن فصله عن المقاومة التي انتزعته من قبضة الاحتلال الإسرائيلي وما زالت تمارس واجباتها السيادية حتى هذه اللحظات من تاريخنا الحسّاس، وتاريخياً ضعف لبنان بموازين القوة وتخلّي الأمم المتحدة وباقي الأطراف عنه ألزمه بإعادة تشكيل نفسه بمشاريع مقاومة كان هدفها حماية لبنان وإنقاذ ما أمكن من أرضه وسيادته وقد استطاعت هزيمة إسرائيل وتحرير لبنان في العام ألفين، والمخاطر الإسرائيلية اليوم أكبر بكثير من قبل، واللحظة للتضامن الوطني لا الإنقسام، ولا بديل للدول الضعيفة عن تضامنها وتجميع قدراتها الداخلية وتنويع مصادر إمكاناتها لأنّ الخارج مجرم مصالح لا يشبع من الخراب”.

وتابع سماحته:”اللحظة للحقيقة، والحقيقة منذ نصف قرن تؤكّد أن المقاومة والدفاع عن سيادة لبنان لا ينفصلان، وما نحتاجه الآن خرائط منظومة دفاع وطني تستفيد من كل قدرات لبنان لا شطبها وسحبها من هياكل قدرتها العميقة التي أثبتت نجاحها الإستراتيجي لدرجة أنّ الجيش الإسرائيلي عجز عن التثبيت بقرية أمامية واحدة أو احتلال بلدة حدودية مثل الخيام، واللحظة للمصارحة لا المغالبة، ولا للإنقسام ولا للخصومة الوطنية ولا للثأر ولا لإضعاف واقع لبنان وكشفه، وإسرائيل كيان إرهابي عدواني عاش ويعيش على الاحتلال والعدوان ولا يمكن التعامل معه بغصن زيتون، لذلك أقول للمسؤولين بالدولة اللبنانية: حماية لبنان ضرورة وجودية، والمقاومة مكوّن رئيسي بمنظومة حماية لبنان طيلة نصف قرن، وأي خصومة معها أمر كارثي لأنه يصب بالمصلحة الإسرائيلية، والقرارات الإنقسامية تضع البلد كله بالجحيم، والدولة الضعيفة لا قيمة لها فوق طاولة الأمم، والتنازل السيادي ينهي البلد، واللعبة الدولية الإقليمية تريد ابتلاع لبنان، لذلك المصلحة الوطنية تقضي بالإستفادة من قوة المقاومة لا مخاصمتها، خاصة أن شرعية المقاومة من شرعية الحاجة السيادية الوطنية وهذا مبدأ أممي لا خلاف عليه، ولأن المصلحة السيادية مهدّدة لا يمكن السكوت عن أي طريقة من شأنها إضعاف لبنان فيما إسرائيل تعربد وتنتهك وتمارس شتّى أنواع الإرهاب على البلد من جنوبه إلى شرقه بما في ذلك العاصمة بيروت”.

واضاف:”ولأن لبنان تحت الغارات وبقلب التهديد الوجودي لا يمكن المساومة على سلاح القوة الوطنية أبداً، والحل بإعادة تنظيم القوة الوطنية وطبيعة خدمتها وشراكتها لا شطبها، وهنا نتحدث عن نصف قرن من القتال والتضحيات السيادية وانتصاراتها والتي انتهت بتحرير لبنان، واللحظة لحماية لبنان لا كتابة شروط استسلامه، على أن واقع التجربة التاريخية يؤكد أنّ الشراكة بين الجيش والمقاومة ضرورة بقائية للبنان، وتحت هذا العنوان لا يمكن القبول بتمرير أي موقف أو قرار يعطي العدوان الإسرائيلي أي أفضلية، والقضية ليست طائفة أو حزب أو تيار بل قدرة لبنان على البقاء، وبصوت عالي : لبنان بوضع استثنائي، والمنطقة بوضع استثنائي، والمخاطر وجودية واستثنائية، وحماية البلد استثنائية ووسائلها استثنائية وما لا يصحّ بالأمور العادية يصبح من أوجب الواجبات بالظروف الإستثنائية، وطبيعة التهديدات الإسرائيلية ونوعيتها تلزمنا بتكوين استراتيجية دفاعية تليق بإمكانات الدفاع الوطني وتنوعه أمام قوة عدوانية مدعومة من أكبر قوة بالعالم، ولا يمكن قتال إسرائيل بقوة مكشوفة أو قدرات ضعيفة وإلا طار البلد، ونموذج جنوب النهر بعد اتفاق وقف النار ونقل الضامن الأمني يؤكد ما أقول بالصميم”. 

واردف قائلا : “كل يوم هناك استباحة وغارة وقتل وعدوان وتوغل دون أي مانع، وتاريخياً ما زلنا نذكر مجزرة حولا التي ارتكبها الإسرائيلي عام 1948 ومثلها كثير، والقضية هنا ليست خلافاً بالرأي بل القضية “نفس وجود لبنان وما يلزم لحمايته” وسط عالم يعيش على الأنياب لا الأخلاق، لذلك يوم الثلاثاء سيكون لبنان كله بين يدي الحكومة وأي خطأ بموضوع سلاح المقاومة سيضع رأس لبنان بيد إسرائيل ويدفع نحو كارثة وطنية، والتاريخ يقول لنا: نزع القوة يعني الإستسلام، وعليه فإن مناقشة وضعية سلاح المقاومة يمرّ فقط بالسياسة الدفاعية للبنان، ووظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها، ولمن يهمه أمر لبنان أقول: الرئيس نبيه بري قامة تاريخية مقاوِمة وأساس تكويني بالعصر الإستقلالي الجديد ورمز إنقاذ وطني مشهود، وأي تجاوز لمشورة الرئيس نبيه بري بجلسة الحكومة يوم الثلاثاء هو تجاوز للبنان ودفع للبلد نحو الإنتحار، واللحظة للعقلاء بهذا البلد وسط شرق أوسط تبتلعه الأزمات الوجودية والخرائط الأميركية الدموية، وتقدير المخاطر وتأمين القدرات الداخلية وحفظ الوحدة الوطنية بهذه اللحظات المصيرية بمثابة ضرورة وجودية للبنان”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق