خلال الأيام الماضية، تصاعدت حدة الخطاب بين القوى العالمية (الولايات المتحدة - روسيا)، وذلك على إثر استمرار الحرب الأوكرانية وإعطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء هذه الحرب، إلا أن هذا التهديد أثار غضب ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي وحذره من ما يعرف بـ"اليد الميتة" النووية الروسية. 

حرب كلامية تتحول إلى تهديد نووي

في منشور على منصة"تروث سوشيال"، ردّ ترامب على تصريحات دميتري ميدفيديف، واصفًا إياه بالرئيس الفاشل، وقال:" لنُخبر ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل، الذي يظن نفسه رئيسا، أن يحذر من كلماته"، محذرًا أنه دخل منطقة خطيرة للغاية". 

وحذّر ترامب من أنه في حال عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار خلال عشرة أيام، فسيفرض عقوبات على روسيا ومشتري نفطها. وقال إن روسيا والهند ستنهاران اقتصاديًا. وردًا على ذلك، ذكّر ميدفيديف ترامب بفيلمه المفضل "الأحياء الأموات"، مستحضرًا الحقبة السوفيتية وخطورة نظام "اليد الميتة". 

وكتب ميدفيديف على منصة "إكس": "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده".

وأضاف المسؤول الروسي:" بالنسبة لاقترابي نحو منطقة خطرة، فليتذكر ترامب أفلامه المفضلة عن الموتى الأحياء، وكيف يمكن اليد الميتة غير الموجودة في الطبيعة أن تكون خطيرة". 

اليد الميتة.. سيناريو نهاية العالم

اليد الميتة، هي نظام انتقام نووي شبه آلي من حقبة الحرب الباردة. يُطلق عليه اسم "جهاز يوم القيامة" الروسي، وهو مخصص لسيناريو ما بعد نهاية العالم. الغرض من هذا الجهاز هو شن ضربة نووية انتقامية حتى لو تم القضاء على القيادة الروسية تمامًا. 

وصُممت اليد الميتة لاكتشاف الضربات النووية من خلال أجهزة استشعار الزلازل والإشعاع والضغط. ثم تتحقق مما إذا كان التسلسل الهرمي للقيادة الروسية لا يزال يعمل. في حالة فقدان الاتصال من القيادة العليا وعدم تلقي أي مدخلات بشرية، ستطلق تلقائيًا إطلاقًا نوويًا من صوامع الصواريخ والغواصات والقاذفات المتنقلة على أهداف محددة مسبقًا. 

انقراض البشرية

هذا النظام في حال تفعيله سيؤدي تلقائيًا إلى التدمير النووي لدولة معتدية، وليس ذلك فحسب بل حتى انقراض كافة أشكال الحياة على الأرض في حال شن هجوم نووي على روسيا.

هذا النظام الآلي يطلق في المرحلة الأولى عددًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عندما يكتشف إمكانية حصول هجوم نووي وشيك.

وتم تطوير هذا النظام من جانب الفيزيائي النووي الأميركي هيرمان خان، وتمت مناقشته في كتابه عن الحرب النووية الحرارية 1960.