الاحتلال يجوّع أسراه… والمفاوضات مجمدة في ظل تعنت أميركي-اسرائيلي متزايد - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاحتلال يجوّع أسراه… والمفاوضات مجمدة في ظل تعنت أميركي-اسرائيلي متزايد - كورة نيوز, اليوم السبت 2 أغسطس 2025 10:58 صباحاً

نشرت كتائب القسام، (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، مقطع فيديو، لأحد أسرى الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تحت عنوان: حكومة الاحتلال قررت تجويعهم.

وظهر في الفيديو أحد أسرى الاحتلال في نفق، وبدا نحيفاً من آثار المجاعة التي تفرضها قوات الاحتلال على قطاع غزة.

وبدأ المقطع بلقطة تضمنها أحد مقاطع “القسام”، التي بثت خلال دفعات التبادل السابقة، عن أسرى سابقين، إذ ظهر الأسير أبيتار دافيد، وكان حينها في حالة صحية جيدة، وهو يراقب مشهد إطلاق سراح زملائه، ضمن صفقة التبادل الأخيرة.

وعرض مقطع الفيديو صوراً للأسير وقد بدت عليه علامات الهزال الشديد، مقابل لقطات لأطفال غزة وقد ظهرت عليهم آثار المجاعة بشكل واضح نتيجة الحصار الإسرائيلي وعدم إدخال المساعدات الإنسانية، في محاولة لإظهار المعاناة المشتركة لدى المدنيين والأسرى في القطاع.

كما أظهر المقطع الأسير وهو ينظر إلى جدول يحمل عدد الأيام التي قضاها في الأسر، في مشهد يوحي بطول المعاناة والانقطاع عن العالم الخارجي، دون أن ينطق بكلمة واحدة.

وتضمنت المشاهد مقاطع أرشيفية لما يُسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقول فيها إن ما يجب إرساله إلى غزة هو القنابل، إلى جانب تصريح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن تقليص إدخال المساعدات إلى الحد الأدنى.

وفي إحدى اللقطات، ظهر الأسير وهو يشرب الماء، بينما ظهرت في المقابل صورة لطفل فلسطيني يعاني مجاعة طاحنة بسبب منع إدخال لبن الأطفال للقطاع.

وانتهى المقطع بعبارة مكتوبة تقول: “يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب”، في رسالة تشير إلى التعامل مع الأسرى ضمن الحدود الدنيا للبقاء، بما يوازي معيشة سكان غزة المحاصَرين.

ووفقا لتصريحات سابقة للمتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة فإن الأسرى الإسرائيليين لن يخرجوا إلا في إطار صفقة تبادل شاملة، وهو ما ترفضه حكومة العدو حتى الآن وتفضل التصعيد العسكري للضغط على حماس.

وكانت كتائب القسام قد نشرت سابقاً تسجيلات عدة لجنود محتجزين لديها، تضمنت مناشدات مباشرة لحكومة العدو لإنقاذهم، وتحذيرات من أن العمليات العسكرية لن تعيدهم أحياء.

وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها العدو بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتسببت الإبادة باستشهاد وإصابة قرابة 208 آلاف فلسطيني، فيما ارتفع عدد الوفيات جراء المجاعة وسوء التغذية إلى 159 حالة شهيدا، من بينهم 90 طفلًا، إلى جانب تشريد أكثر من مليوني ودمار 90 % من مباني القطاع.

عائلات الأسرى

في السياق، نقلت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية عن عائلات الأسرى الصهاينة أن “الخطر على حياة أبنائنا كبير وندعو “إسرائيل” وواشنطن للنظر في حالنا”.

وتابعت العائلات أن خطر اختفاء جثامين القتلى من الأسرى بغزة يزداد، مضيفة أنه “آن أوان التوصل لاتفاق شامل ووقف الحرب”، وأنه “يجب ألا يبقى أي مخطوف في غزة ووقف الجنون وإعادة أبنائنا”.

مفاوضات مجمدة… العدو لا يأبه بالأسرى

وعن المفاوضات التي وبحسب تصريحات المسؤولين الأميركيين والصهاينة، وصلت إلى حائط مسدود، زاعمين أن ذلك بسبب المقاومة، التي بجورها أكدت أنها منفتحة على النقاش والتفاوض بما لا يمس ثوابتها الشرعية والوطنية وحقوق شعبها، قالت مصادر، حسبما كُتب في “صحيفة الأخبار” اللبنانية، أن كيان العدو في ردّه الذي نقل إلى الوسطاء المصريين والقطريين، أكد “التمسّك بموقفها الرافض للانسحاب الكامل من قطاع غزة”، وعدم التراجع عن إنشاء منطقة أمنية عازلة تمتدّ داخل القطاع لمسافة تتراوح بين 800 و1500 متر، ولا عن الاحتفاظ بالمواقع الحيوية، سواء على المحاور الرئيسة أو في بعض المناطق السكنية.

ووفق مصادر مطّلعة على مسار الاتصالات، تضمّن الردّ الإسرائيلي رفضاً قاطعاً لاحتكار المنظمات الأممية أيضاً، وعلى رأسها وكالة “الأونروا”، مهمّة إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها، مقابل تثبيت دور “مؤسسة غزة الإنسانية” وتوسيعه على حساب الدور الأممي.

وهنا يطرح سؤال منطقي: من يعرقل المفاوضات حقاً؟

يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه القاهرة والدوحة تبذلان جهوداً مستمرة لإحياء المفاوضات المتعثّرة، رغم ضآلة المؤشرات الإيجابية.

في هذا السياق، نقل مسؤول مصري مشارك في الوساطة، لـ”الأخبار”، إنّ واشنطن باتت أقلّ انخراطاً في الضغط على تل أبيب من أجل وقف الحرب، معتبراً ذلك “تحوّلاً لافتاً في الموقف الأميركي”، مضيفاً أنّ لهجة المسؤولين الأميركيين تغيّرت بشكل لافت، إذ باتوا يركّزون على مطلب “استسلام حماس”، ويرفضون الدخول في مفاوضات تفضي إلى صفقة تبادل أو وقف مؤقّت لإطلاق النار.

وجاءت هذه التسريبات في وقت غادر فيه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، الأراضي المحتلة، بعد جولة شملت لقاءات مع نتنياهو وزيارة ميدانية إلى غزة، صباح أمس. وأعلن ويتكوف، بعد الزيارة، أنّ واشنطن ستعدّ “خطة لإدخال الغذاء والأدوية إلى القطاع”، فيما ادّعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مقابلة مع موقع “أكسيوس”، أنّ بلاده “تعمل على خطة لتوفير الغذاء للغزّيين”، حسب زعمه.

أمّا بخصوص الصفقة السياسية، فقد أكّد مصدر سياسي رفيع لدى الاحتلال، في تصريحات إلى صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه “لن تكون هناك صفقات جزئية مع حماس”، مشيراً إلى أنّ الطريق نحو الإفراج عن نحو خمسين أسيراً إسرائيلياً “لا تزال طويلة”. ولفت المصدر إلى أنّ “حماس” ترفض نزع سلاحها أو مغادرة قطاع غزة، مضيفاً أنّ أي “صفقة مقبلة ستشمل على الأرجح إطلاق سراح جميع الأسرى من ذوي الأحكام المؤبّدة في السجون الإسرائيلية”.

وفي موازاة ذلك، تعمّقت الخلافات داخل الكيان بين المستويَين السياسي والعسكري، في شأن مسار الحرب في غزة وإمكانية التوصل إلى صفقة تبادل. وكشف المحلّل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، عن تصاعد التوتر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان إيال زامير، ملمّحاً إلى إمكانية تقديم الأخير استقالته خلال أيام “إن لم يُحرَز تقدّم ملموس في مسار الصفقة”.

وفي السياق نفسه، أفادت “القناة 12” العبرية بأنّ زامير هدّد فعليّاً بالاستقالة، وسط تعاظم التباين بين المؤسستَين السياسية والأمنية، الذي بلغ، بحسب القناة، “ذروته” خلال الأيام الماضية. وكان اجتماع “الكابينت” الأخير، قد شهد مشادّة كلامية بين وزير المالية بتسلئيل سموترتش ورئيس هيئة الأركان.

وبينما يضغط وزراء صهاينة، على رأسهم سموتريتش، في اتجاه “شنّ عملية واسعة واحتلال مدينة غزة رغم وجود الأسرى فيها”، يعارض رئيس الأركان هذا الخيار، محذّراً من الوقوع في “فخّ إستراتيجي” يصعب الخروج منه. ونقلت مصادر مطّلعة على النقاشات إنّ “الجيش يخشى أن تنزلق “إسرائيل” إلى مواجهة مفتوحة بلا أفق، يتعيّن عبرها السيطرة على مليونَي فلسطيني في ظروف معقّدة، ما يجعل العملية برمّتها مخاطرة غير محسوبة”.

في هذا الوقت، كشف مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشع، أنّ جيش الاحتلال بدأ بالفعل تقليص وجوده في قطاع غزة، عبر سحب الفرقة 98 وعدد من الألوية النظامية إلى جبهات أخرى، وإعادة الاحتياط إلى منازلهم للتجديد وإعادة التنظيم. وأشار إلى أنّ “ثمانية ألوية فقط بقيت منتشرة حالياً في القطاع، وهو أدنى عدد منذ بداية الحرب”. وأوضح يهوشع أنّ الجيش يدرس حالياً ثلاثة خيارات: مواصلة الاستنزاف، أو تنفيذ عملية برّية إضافية في المناطق التي لم يعمل فيها بعد، أو الذهاب إلى تسوية سياسية تُنهي الحرب مقابل تحرير الأسرى.

المصدر: مواقع إخبارية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق