لعبة النقلة الواحدة.. الشطرنج يتجاوز الرقعة ويصنع مجده في كأس العالم للرياضات الإلكترونية - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لعبة النقلة الواحدة.. الشطرنج يتجاوز الرقعة ويصنع مجده في كأس العالم للرياضات الإلكترونية - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 03:04 مساءً

تتصدر الرياض المشهد، المدينة التي باتت تمارس دورها المحوري في صياغة مستقبل الرياضات الإلكترونية، لا تُلعب الشطرنج كـ"لعبة"، بل تُروى قصة معقدة تُروّض فيها العقول القطع وتُصاغ فيها كل حركة بمعادلة ذكاء ومخاطرة وتكتيك، ما بين ( 29 ) يوليو و ( 1 ) أغسطس ( 2025 )، تستضيف المملكة نخبة لاعبي الشطرنج العالميين في بطولة استثنائية تُقام تحت مظلة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، حيث تتجاوز المواجهة كونها مباراة على لوحة، لتصبح صراعًا ذهنيًا يستعرض فيه اللاعبون قواهم الإدراكية أمام جمهور عالمي، وجائزة كبرى بلغت مليونًا وخمسمئة ألف دولار, وتُعد الأعلى في تاريخ الشطرنج ضمن هذا السياق.اللعبة التي لا تقبل الحدس العشوائي، كل قطعة تتحرك لهدف، وكل ثانية تزداد قيمتها كلما تقلص الوقت بنظام "الشطرنج السريع"، يحصل كل لاعب على (10) دقائق فقط لإكمال المباراة، دون أي زمن إضافي، ما يجعل كل حركة محسوبة تحت الضغط كونها تختلف عن شطرنج الصالات الهادئة، بالمنافسات التي تشتعل على الشاشات، وتُراقب فيها الجماهير كل نقلة كما تُراقب هدفًا في مباراة نهائية.

الشطرنج في جوهرها لعبة تقوم على السيطرة والتمركز والخداع والتضحية، رقعتها تتكون من ( 64 ) خانة، و ( 16 ) قطعة رئيسة و ( 8 ) جنود، لكل قطعة حركة ولكل حركة تأثير، والفارق بين لاعب جيد, وعظيم لا بعدد القطع، بل متى وكيف يُضحّي بها.

وبينما تتطور الرياضات الإلكترونية نحو السرعة وردة الفعل، تعود بطولة الشطرنج في كأس العالم في الرياض لتُذكّر الجميع أن الذكاء الصامت لا يزال له جمهور، وفي قاعة المنافسة لا صوت سوى الصمت، ولكن خلف الشاشات هناك ملايين يُراقبون نقلة واحدة قد تقلب النتيجة.

ويشارك في البطولة أسماء من العيار الثقيل على الساحة الدولية، أبرزهم النرويجي ماغنوس كارلسن لاعب Team Liquid والمصنف الأول عالميًا سابقًا، الذي يدخل البطولة برغبة في فرض هيمنته الفكرية مجددًا، إلى جانب الأمريكي/الإيطالي فابيانو كاروانا من فريق Gen.G Esports، والأمريكي هيكارو ناكامورا الذي يمثل Team Falcons، والإيراني/الفرنسي علي رضا فيروزجا لاعب Team Liquid، والروسي إيان نيبومنياتشي ضمن صفوف NAVI، والفرنسي ماكسيم فاشير لاغراف من فريق Weibo Gaming، والهندي أنيش غيري، والهندي الآخر أرجون إيريغايسي الذي يلعب لصالح Aurora Gaming، ومواطنه نيهال سارين لاعب Virtus.pro، إلى جانب البولندي يان كشيسزتوڤ دودا من Team Vitality، والروسي فلاديسلاف أرتيميف المشارك أيضًا مع Virtus.pro، والأرميني ليون أرونيان المنضم إلى Team Vitality، والطاجيكي نودربك عبد الساتوروڤ، والأوزبكي جافوخير سينداروف، والروسي أندري إيسيبينكو، وأخيرًا الصيني وي يي من NAVI، إلى جانب نخبة من الأسماء العالمية التي تمثل كبرى الأندية الإلكترونية.

وهؤلاء اللاعبون لا ينافسون على الكأس فقط، بل على مكانة فكرية، وعلى إثبات أن الشطرنج لا يزال حيًا ومؤثرًا وممتعًا في زمن "السرعة", ومن أبرز المواجهات المنتظرة في هذه البطولة لقاء النرويجي ماغنوس كارلسن, مع الطاجيكي نودربك عبد الساتوروڤ, في صدام من العيار الذهني الثقيل، في حين يواجه الأمريكي هيكارو ناكامورا, نظيره الأوزبكي جافوخير سينداروف, في نزال سيتطلب أقصى درجات التركيز والانضباط، كما يلتقي إيان نيبومنياتشي, بمواطنه أندري إيسيبينكو, في مواجهة روسية خالصة، ويخوض الهندي أرجون إيريغايسي, مواجهة آسيوية خالصة مع مواطنه نيهال سارين، فيما يصطدم البولندي يان كشيسزتوڤ دودا, بالأمريكي/الإيطالي فابيانو كاروانا, في لقاء يُتوقع أن يكون من أكثر المباريات تكتيكًا وإثارة، وعلى الجانب الآخر، يلتقي الفرنسي ماكسيم فاشير لاغراف, الهندي أنيش غيري, في صراع متوازن على المستوى الفني، بينما يخوض الإيراني/الفرنسي علي رضا فيروزجا, اختبارًا صعبًا أمام الصيني وي يي، وتُختتم أبرز مباريات الدور الأول بمواجهة روسية أرمينية بين فلاديسلاف أرتيميف, والأرميني ليون أرونيان.

وتُقام بطولة الشطرنج ضمن إطار أوسع، هو كأس العالم للرياضات الإلكترونية (Esports World Cup)، الذي يُعد أكبر حدث من نوعه عالميًا، بجوائز تتجاوز ( 70 ) مليون دولار، ونظامًا فريدًا يدمج المنافسات بين ألعاب مختلفة ضمن نظام تجميع نقاط شامل (Cross Gaming)، ويُعد الحدث منصة للابتكار الرياضي، والترفيه التفاعلي، وتجسيدًا حيًا لتحول المملكة إلى مركز عالمي مؤثر في صناعة الألعاب.

وعلى مدى 8 أسابيع من المنافسات والفعاليات، تحتضن الرياض جمهورًا متنوعًا من اللاعبين، والمطورين، والجماهير، والشركات، في مشهد يجمع التقنية، والفن، والإبداع، وسط هذه الضوضاء المتسارعة من ألعاب التصويب والبطولات الجماعية، تظهر بطولة الشطرنج كاستثناء أنيق، يعيد تعريف التفوق، لا بالصوت والصورة، بل بالفكرة، والتحليل، والهدوء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق