حذّر رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، من أن الأوضاع الإنسانية في القطاع بلغت مرحلة حرجة، مؤكداً أن غالبية السكان وصلوا إلى أخطر مراحل المجاعة، وسط تقاعس دولي عن اتخاذ خطوات عاجلة.

وفي مقابلة تلفزيونية، قال الشوا إن "الاحتلال الإسرائيلي بدأ في خرق الهدنة منذ لحظتها الأولى عبر قصف مستمر، في مخالفة صريحة للمبادرة التي تبناها بنفسه"، مضيفاً أن إسرائيل تمارس سياسة ممنهجة لإبطاء دخول المساعدات، حيث تحتجز الشاحنات عند الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، وتوجهها إلى مناطق مكتظة بالسكان الجائعين.

وأشار الشوا إلى أن المساعدات التي تدخل القطاع حالياً لا تمثل سوى جزء ضئيل لا يتجاوز 10% من الاحتياجات اليومية، مضيفاً: "نحتاج إلى أكثر من ألف شاحنة يومياً من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات النظافة والمكملات الغذائية ومعدات تنقية المياه لتغطية الحد الأدنى من احتياجات السكان".

وشدّد الشوا على أن الادعاءات الإسرائيلية بالسماح بإدخال المساعدات "ليست سوى حملة تضليل إعلامي تهدف لتجميل صورة الاحتلال أمام المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن الحديث عن وجود طرق آمنة لوصول المساعدات "محض خيال، فلا يتم توفير أي مسارات تضمن سلامة قوافل الإغاثة أو إيصالها إلى مخازن التوزيع".

كما أشار إلى محاولات إسرائيلية لتقويض دور الأمم المتحدة في العمل الإنساني عبر استهداف مؤسساتها وإضعاف ثقة الناس بها، مقابل الترويج لكيانات بديلة تعمل خارج الأطر الأممية، ما يشكل تهديداً لمنظومة الإغاثة الدولية ككل.

وحذّر الشوا من الكارثة التي تهدد نحو 55 ألف طفل رضيع يواجهون خطر الموت نتيجة انعدام حليب الأطفال، مع عدم قدرة الأمهات على الإرضاع في ظل النزوح وسوء التغذية. وأوضح أن المواد الغذائية الخاصة بالأطفال، إن توفرت، فهي منتهية الصلاحية أو بأسعار باهظة لا يمكن تحملها.

وأكد أن حالات الإعياء وسوء التغذية باتت منتشرة بشكل كبير بين كافة الفئات العمرية، من الأطفال إلى كبار السن، في وقت تشهد فيه المستشفيات والنقاط الطبية توافد مئات المرضى يومياً بحثاً عن محاليل طبية أو مسكنات أساسية.

وأشار إلى وجود أكثر من 50 ألف امرأة حامل في غزة، يواجهن ظروفاً صحية ونفسية بالغة الصعوبة، في ظل التلوث والقصف ونقص المياه النظيفة والنزوح القسري.

وختم الشوا تصريحاته بالتحذير من استمرار تدهور الأوضاع، قائلاً إن أكثر من 94% من سكان القطاع باتوا نازحين، ويعيشون في منطقة لا تتعدى 12% من مساحة غزة، مشدداً على أن الفئات الأضعف في المجتمع تدفع الثمن الأكبر للمجاعة والعطش وانهيار النظام الصحي.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك