تلقيت بكل فخر وامتنان دعوة كريمة من سفارة المملكة المغربية في الكويت لحضور حفل استقبال رسمي، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، والذي يصادف الثلاثين من يوليو كل عام، وهي ذكرى عزيزة تحتفل فيها المملكة المغربية بجلوس جلالة الملك محمد السادس على عرش أجداده، وتؤكد فيها مجددًا وحدتها الوطنية والتفاف شعبها حول رمز البلاد وراعي نهضتها.
إن الحديث عن المغرب لا يمكن أن يقتصر على وصف بلد سياحي جميل فحسب، بل هو حديث عن دولة ذات رؤية، استطاعت خلال ربع قرن من حكم جلالة الملك محمد السادس أن تحقق قفزات نوعية في مختلف المجالات، فصارت نموذجًا للتنمية المتوازنة والحداثة الممزوجة بالأصالة، والواقعية السياسية المصحوبة بالحكمة والاستباق.
وقد زرت المغرب مرات عديدة خلال السنوات الماضية، وفي كل مرة أجدني مندهشًا أكثر من ذي قبل، لا من جمال الطبيعة والمكان فقط، بل من روح التطوير التي تسري في أوصال المدن والقرى، ومن حرارة الترحيب التي تغمر الزائر في كل ركن من أركان هذا الوطن المتنوع. فالمغرب ليس مجرد بلد يدهشك بجماله، بل يأسر قلبك برقيه، ويكسب احترامك برصانته.
ومن أبرز ما يلفت النظر في التجربة المغربية هو حجم الحب والولاء الشعبي الذي يكنه المواطنون لجلالة الملك محمد السادس، وهو حب لا يصنعه الإعلام ولا تمليه الشعارات، بل هو نابع من وجدان الناس، الذين يرون في ملكهم قائدًا قريبًا من همومهم، يسهر على مصالحهم، وينزل إلى الميدان بنفسه لمتابعة المشاريع الكبرى كما الصغرى، ويقود البلاد برؤية واضحة، لا تُؤجل المستقبل ولا تتهرب من الحاضر.
هذا الإخلاص الشعبي لجلالة الملك ليس إلا انعكاسًا مباشرًا للثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم، وهو ما يظهر بوضوح في الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تنعم به المملكة، وسط إقليم يعاني من تحديات لا حصر لها.
أما عن التنمية والنهضة، فإن المغرب قدم نموذجًا جديرًا بالتأمل، فهو بلد استثمر في الإنسان كما في الحجر، فبنى الجامعات والمعاهد، وطور شبكات الطرق والموانئ، وفتح الباب للاستثمارات الأجنبية، ونجح في تنمية أقاليمه الجنوبية عبر مشاريع استراتيجية كبرى، حتى غدت كل المدن نماذج للتنمية المستدامة.
ولا عجب أن يحظى المغرب اليوم بثقة العالم، تلك التي تجلت في إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إسناد تنظيم كأس العالم 2030 إلى ملف ثلاثي يجمع المغرب وإسبانيا والبرتغال، في خطوة تعكس احترام المجتمع الدولي لما بلغته المملكة من تقدم على مستوى البنية التحتية، والخبرة التنظيمية، والرؤية المستقبلية.
هذا الإنجاز الرياضي ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تتويج لمسار طويل من العمل الدؤوب، وهو أيضًا رسالة مفادها أن المغرب صار لاعبًا إقليميًا فاعلًا، وأنه يمتلك من الإمكانات والرؤية ما يؤهله للمشاركة في صناعة مستقبل المنطقة، لا الوقوف على هامش الأحداث.
وإن كانت الذكرى السادسة والعشرون لعيد العرش مناسبة للاحتفال، فإنها أيضًا فرصة للتأمل في هذا المسار، وللتأكيد على أن النهضة لا تُبنى بالخطب ولا بالشعارات، بل بالاستمرارية والإرادة والعمل، وهي القيم التي جسدها جلالة الملك محمد السادس منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم.
في الختام، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المملكة المغربية قيادة وشعبًا، بهذه المناسبة الوطنية الغالية، راجيًا للمملكة دوام العز والرفعة، ومزيدًا من الازدهار في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، الذي نجح في جعل المغرب وطنًا يتجدد كل يوم، ووطنًا لا يتوقف عن الحلم.
وكل عام والمغرب بخير.
د/ يوسف العميري
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : المغرب.. وطن يتجدد في حضن العرش - كورة نيوز, اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 05:54 مساءً
0 تعليق