نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نورزاد من حلم الهجرة إلى المشرحة.. رحلة مهندسة دفعت ثمن «عملية بسيطة» - كورة نيوز, اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 05:49 مساءً
نورزاد محمد هاشم (23 عاماً)، ابنة محافظة الدقهلية ووحيدة والدتها الأرملة "نادية السيد"، كانت تمثل قصة كفاح لأسرة بسيطة، قبل أن يتسبب الإهمال الطبي في وفاتها.
بعد رحيل والدها المبكر، ركزت الأسرة كل طاقاتها على تعليمها، حيث تسكن مع والدتها في منطقة مساكن شيراتون بالقاهرة الجديدة، لتتخرج نورزاد في يوليو 2024 من كلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة تخصص العمارة،
ووفقاً لتصريحات خالتها "هناء محمود"، عملت نورزاد بعد التخرج في شركة "كونتراكترز" للمقاولات، بينما كانت تعدّ ملفاً للهجرة إلى كندا بحثاً عن فرص أفضل، وعلى حسابها الشخصي في إنستجرام (@nourzzad.hashim)، كانت تنشر رسوماتها المعمارية وتصاميمها الإبداعية، وآخر منشور لها يعود إلى 15 يونيو 2025 يظهر تصميمها لمبنى سكني مستوحى من العمارة الإسلامية الحديثة.
معاناة نورزاد في المستشفى
في صباح 23 يونيو 2025، دخلت نورزاد مستشفى النزهة الدولي الخاص لإجراء عملية وصفها الأطباء لعائلتها بأنها "بسيطة ولا تستغرق أكثر من ساعة"، كانت العملية المقررة "تركيب دعامة بالقناة المرارية بالمنظار" لعلاج مشاكل صحية تعاني منها منذ أشهر.
وحسب تقرير أولي من النيابة العامة، أثناء التدخل الجراحي حدث ثقب غير مقصود في جدار الاثني عشر ناتج عن خطأ تقني، مما تسبب في تسرب محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن، رغم ذلك، لم يُبلغ الأطباء العائلة بالمضاعفات، وتم نقلها إلى الغرفة العادية مع تأكيدات بأن "كل شيء على ما يرام".
خلال 48 ساعة التالية، بدأت معاناة حقيقية، كما روت والدتها في شكواها الرسمية: "ارتفعت حرارتها إلى 40 درجة، وتورم بطنها بشكل مخيف، وكانت تصرخ من الألم". تقارير التمريض المسربة التي اطّلعت عليها النيابة تشير إلى تسجيل ضغط دم منخفض (80/50) وزيادة في معدل ضربات القلب (130 نبضة/دقيقة) - مؤشرات واضحة لصدمة إنسانية.
ورغم ذلك، رفض الفريق الطبي إعادتها لغرفة العمليات، واقتصر التدخل على المسكنات والمضادات الحيوية. في اليوم الثالث، بعد تفاقم الأعراض، أجريت لها جراحة استكشافية كشفت عن التهاب الصفاق (التهاب الغشاء البريتوني) بسبب تسرب الصفراء والإنزيمات الهضمية.
نورزاد في العناية المركزة
قضت نورزاد الأسبوعين التاليين في العناية المركزة بين انتكاسات متتالية، وتعرضت لأزمة تنفسية حادة أثناء زيارة والدتها، فيما ذكرت شهادة الممرضة المسجلة في محضر النيابة بأن الطبيب المناوب رفض طلب العائلة نقلها لجهاز التنفس الصناعي قائلاً: "حالتها لا تستدعي ذلك".
إعلان وفاة نورزاد
وبعد ساعتين، توقف قلبها لمدة 45 دقيقة نتج عنه تلف دماغي لا رجعة فيه، حيث نُقلت إلى الغيبوبة الصناعية، وفي 22 يوليو 2025، أعلنت وفاتها رسمياً بسبب "فشل متعدد الأعضاء على خلفية إنتان جرثومي حاد".
في 25 يوليو، تقدمت والدة نورزاد ببلاغ مفصل للنائب العام تتهم فيه المستشفى وطاقمها الطبي بـ "القتل الخطأ والإهمال الطبي الجسيم". تضمن البلاغ ثلاث نقط جوهرية: أولاً، عدم كفاءة الجراح في التعامل مع مضاعفات العملية بالمنظار.
ثانياً، إخفاء المضاعفات الطبية عن العائلة، وثالثاً، التأخير في التدخل الجراحي رغم المؤشرات الحرجة في تقارير المختبر. كما طالبت العائلة بالتحقيق في سبب رفض المستشفى نقلها لمستشفى آخر رغم طلبهم المتكرر.
بيان وزارة الصحة
وأصدرت وزارة الصحة والسكان بياناً رسمياً اليوم أكدت فيه: "تشكيل لجنة طبية عليا من الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص الطبية للتحقيق في جميع الإجراءات الطبية والتمريضية بدءاً من القبول وحتى الوفاة". البيان - الذي حصلت "الشروق" على نسخة منه - حدد مهام اللجنة في: "مراجعة سجلات المريضة بدقة، وتقييم التطابق مع البروتوكولات العلاجية، والتحقق من كفاءة الأطراف الطبية". كما أشار البيان إلى "تعاون تام مع النيابة العامة ومصلحة الطب الشرعي لاستكمال التحقيقات، مع تطبيق العقوبات المنصوص عليها في قانون تنظيم المنشآت الطبية رقم 28 لسنة 2021 حال ثبوت الأخطاء". وخُتم البيان بتأكيد "الإعلان العلني لنتائج التحقيق فور انتهاء أعمال اللجنة".
0 تعليق