تعد غابات المانجروف واحدة من أهم النظم البيئية البحرية، وهي نباتات ملحية تتواجد على السواحل بين منطقتي المد والجزر وتمتاز بقدرتها على تحمل ملوحة مياه البحر.وتوجد غابات المانجروف بالمملكة العربية السعودية على سواحل البحر الأحمر من منطقة الموسم جنوباً، وحتى مدينة ضبا شمالاً، وعلى سواحل الخليج العربي من الدمام حتى الخفجي بالقرب من حدود دولة الكويت.

وينمو نوعان من المانجروف على ساحل البحر الاحمر هما القرم Avicennia marina،

والقندل Rhizophora mucronata، بينما ينمو فقط القرم على ساحل الخليج العربي، وسُجل في بيئات المانجروف ما لا يقل عن 70 نوعًا مختلفًا من القشريات وأكثر من 70 نوعًا من الأسماك وما لا يقل عن 100 نوع من الرخويات وأكثر من 24 نوعًا من الديدان وأكثر من 80 نوعاً من الطيور.

وفي هذا السياق، أشار مدير إدارة البيئة بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، المهندس أكرم المرهون، أن غابات المانجروف ذات منافع بيئية عديدة، فهي موطن للعديد من الكائنات الحية، ومنطقة حضانة وتغذية لصغار الأسماك واللافقاريات البحرية، مما يسهم في تعزيز التنوع الأحيائي البحري، إضافةً إلى تنقيتها للمياه من الملوثات، كما تشكل عنصر جذب للمهتمين بالسياحة البيئية، حيث يضفي وجودها جمالاً للشاطئ.

وأضاف رئيس قسم التوعية البيئية وتعزيز القدرات، بفرع الوزارة الأخصائي منير الصاخن، أن غابات المانجروف تلعب دوراً في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث يمكن للهكتار الواحد من أشجار المانجروف تخزين حوالي 3750 طناً من الكربون، ما يعادل إزالة 2650 سيارة من الطريق لمدة عام، وتعمل أشجار المانجروف كخط دفاع ساحلي طبيعي ضد العواصف وأمواج المد العارمة وارتفاع مستويات سطح البحر، حيث يقلل شريط من أشجار المانجروف بطول 500 متر من ارتفاع الأمواج بنسبة 50-90%.