يسودُ الهدوءُ الحذر محافظةَ السويداء جنوبَ سوريا، في ظل استمرار موجات النزوح من المدينة ومحيطها، وسط استقدامِ تعزيزاتٍ عسكرية إضافية من مقاتلي العشائر إلى تخوم المحافظة.

ورغم الخروقات المتكررة التي تُسجَّل على أطراف السويداء، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار صامدًا بعد أسبوع من المواجهات الدامية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1260 شخصًا، بحسب ما أفاد به “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وفي محاولة لضبط الوضع الميداني، نشرت وزارة الداخلية السورية تعزيزاتٍ أمنية مكثفة عند نقاط التفتيش في محافظتي درعا والسويداء، في مسعى لمنع تقدم مقاتلي العشائر نحو مركز المدينة.

مصادر محلية سورية أفادت ببدء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، والتي تشمل تبادل الأسرى والعائلات. وقد شهدت الساعات الماضية عمليات إجلاء منظمة للعائلات البدوية من السويداء، حيث تم نقل نحو 200 عائلة إلى مراكز إيواء في محافظة درعا.

وبحسب تقارير ميدانية وحقوقية، فقد تغيّر المشهد تمامًا على الطريق الغربي المؤدي إلى مدينة السويداء، إذ نُصبت سواتر ترابية باستخدام جرافات على بُعد نحو 25 كيلومترًا من مركز المدينة، تزامنًا مع تنفيذ طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي غارة جوية استهدفت رتلًا لمقاتلي العشائر في ريف شهبا شمالي المحافظة.

وفي ظل التدهور الإنساني المتصاعد في السويداء نتيجة الانقطاع التام للتيار الكهربائي، والنقص الحاد في المواد الغذائية والمياه، واكتظاظ المستشفيات بجثث مجهولة الهوية، دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إلى محاسبة الحكومة السورية على “التجاوزات التي ارتكبتها في السويداء”، مؤكدًا أنّ “الولايات المتحدة ستراقب وتدعم وتُشرف على تنفيذ وقف شامل للأعمال القتالية”.

المصدر: موقع المنار