أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى ستة وثمانين شخصًا، بينهم ستة وسبعون طفلًا، وسط ترجيحات بارتفاع العدد خلال الأيام المقبلة مع انتشار المجاعة على نطاق واسع.

ففي قطاع غزة، يموت الرضيع تلو الآخر، بعدما أنهك الجوع والعطش أجسادًا غضة لم تقوَ على الصمود. مشهدُ الموت جوعًا لم يعد غريبًا في تلك البقعة المنسية من العالم، حيث يتضور السكان من كافة الفئات جوعًا، ومن بينهم فتى لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة النقص الحاد في الغذاء.

“هياكل عظميّة”… هكذا تُوصف أجساد الأطفال المنهكين بفعل الجوع المستشري في القطاع المحاصر، في مشهد لم يعد يقتصر على منطقة دون أخرى. فالمجاعة تطال الجميع، الكبار كما الصغار، بينما بات الخبز حلمًا، والماء شحيحًا، والدواء مفقودًا، والأطفال ينامون ببطون خاوية ووجوه شاحبة… أمام مرأى العالم وصمته المريب.

ومع تفاقم الكارثة، رفعت المنظمات الدولية الصوت، محذّرة من انهيار إنساني وشيك. فقد أعلنت منظمة “اليونيسف” أن الجوع ينتشر في قطاع غزة، وأن السكان يموتون، في حين بلغ سوء التغذية القاتل بين الأطفال مستويات كارثية. وأضافت أن الغذاء شحيح بشكل خطير، وأن المياه النظيفة دون الحد الأدنى لمستوى الطوارئ.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف “تحدثت للتو مع امرأة قضت تسع سنوات تحاول الإنجاب، والآن قُتل ابنها الوحيد وزوجها. نظرت إلى اليأس في عينيها. وبعدها مباشرة، تحدثتُ مع أم كانت تراقب طفلها يموت أمام عينيها، لأنه حُرم من العلاج الطبي. أفكر في ريهام الصغيرة، التي قالت لي: ‘لقد قتلوا أمي… كنتُ جميلة، والآن لا أستطيع الاستحمام… ماذا تريدونني أن أقول؟’ ما الذي يمكن قوله أمام كل هذا الألم؟”.

من جهتها، أكدت وكالة “الأونروا” أن سكان القطاع، بمن فيهم موظفوها، يُغمى عليهم من شدة الجوع. وأضافت الوكالة أن الجوع يتفشى على مرأى العالم، في حين لا تزال شاحنات المساعدات الإنسانية مكدّسة على الجانب المصري من معبر رفح، بانتظار إذن بالدخول لإنقاذ من تبقى من الجياع والمرضى في غزة.

المصدر: موقع المنار