مع انتهاء موسم الحج وعودة الحجاج إلى ديارهم، تبدأ الأسواق المالية في رصد التحركات المرتبطة بالريال السعودي، خاصة في الدول التي تعتمد على التحويلات المالية من وإلى المملكة. وبينما يشهد موسم الحج ذروة في الإنفاق، فإن ما بعده يكشف عن تغيرات ملموسة في الطلب على العملة السعودية، إلى جانب تحولات في سلوك التحويلات البنكية التي يعتمد عليها ملايين الأسر.

شهد الريال السعودي مؤخرًا تحركات ملحوظة في قيمته أمام العملات الأخرى، مدفوعًا بتغيرات موسمية عقب انتهاء موسم الحج. فخلال الفترة التي سبقت وأثناء الحج، ارتفع الطلب على العملة السعودية بشكل طبيعي بسبب سفر الحجاج من مختلف أنحاء العالم، مما عزز من قيمته نسبيًا.

لكن بعد عودة الحجاج، يبدأ التوازن في العودة إلى الأسواق، وغالبًا ما يتراجع الطلب على الريال، خصوصًا في أسواق الصرافة بالدول العربية مثل مصر، حيث كانت العملة السعودية مطلوبة بشدة خلال موسم الحج.

التحويلات المالية تتراجع مؤقتًا
من جانبه، أكد عدد من العاملين في شركات الصرافة وتحويل الأموال أن هناك تباطؤًا طفيفًا في وتيرة التحويلات المالية من السعودية إلى بعض الدول العربية بعد انتهاء موسم الحج، وهو أمر معتاد نتيجة انتهاء الالتزامات الموسمية المؤقتة.

وأوضح أحد مسؤولي شركات التحويلات أن "الذروة تكون دائمًا قبل وأثناء موسم الحج، حيث تكثر التحويلات لدعم نفقات السفر أو الإنفاق خلال الرحلة. وبعد الموسم، تعود التحويلات لمستوياتها الطبيعية، وأحيانًا تقل لبضعة أسابيع".

تأثير محدود على سوق العملة
في مصر، على سبيل المثال، لم تشهد أسعار الريال السعودي تذبذبًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، وإن كانت بعض شركات الصرافة أشارت إلى تراجع نسبي في الطلب. ويأتي ذلك في ظل استقرار نسبي في سوق الصرف، مدعومًا بتوقعات بتحسن في تدفقات النقد الأجنبي خلال النصف الثاني من العام.

يرجح خبراء أن تعود التحويلات المالية لمسارها الاعتيادي مع اقتراب موسم العودة للعمل والدراسة في السعودية، خاصة مع عودة آلاف المصريين للعمل بالمملكة بعد عطلة الحج والصيف. كما أن استمرار استقرار أسعار النفط يعزز من قدرة الوافدين على إرسال تحويلات مالية منتظمة إلى بلدانهم.