مرت 653 يوماً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا تزال حتى اللحظة التي يتم فيها كتابة هذا التقرير مستعرة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عمليات القتل والتدمير في المدينة الفلسطينية وتحاصر المدنيين ومن كتب له النجاة من الرصاص الإسرائيلي فلن ينجو من شبح الجوع الذين يحيط بهم من مختلف الجهات. ووسط ذلك لا تزال المفاوضات تشهد حالة من الضبابية وسط تباين المواقف حول مستقبل الهدنة، وأي كانت المواقف إلا أن المشهد العام هو استمرار الحرب وأن ومن يدفع الفاتورة الباهظة سكان غزة والأجيال القادمة التي ستعيش وسط هذا الخراب المادي والنفسي. 

الأونروا لـ «تحيا مصر»: الأوضاع في غزة بشعة وارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال 

ولمعرفة آخر تطورات الأوضاع الإنسانية في غزة وإلى أي مدى وصلت اليه، قالت إيناس حمدان، مديرة مكتب الإعلام والتواصل في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بغزة، في حديث خاص لـ «تحيا مصر» أن:" الأوضاع في غزة تدهور بشكل كبير مع مرور الأيام بل مع مرور الساعات الوضع بات لايمكن وصفه من شدة الفظائع التي يعيشها السكان محاصرين من جميع النواحي قتل وقصف وهجوم مستمر وحالة من اليأس تنتشر بشكل كبير بسبب غياب أي أفق لحل حتى هذه اللحظة في مقابل أوامر لا تزال تصدر بإخلاء المزيد من المناطق من غزة وبالتالي نتحدث عن معاناة ونزوح للمرة العاشرة أو الخامسة عشرة". 

وأضافت أن:" واقع المساعدات الإنسانية بات سيئة جداً لأنه حتى هذه اللحظة لا يسمح بإدخال الإمدادات الضرورية لسكان بالقدر الكافي وهذا يشمل المواد الغذائية ولذلك نعيش حالة جوع صادمة جدًا هناك ارتفاع حالات سوء تغذية بين الأطفال". 

الأونروا لـ «تحيا مصر»:معظم سكان غزة لا يستطيعون تأمين بضعة أرغفة ليومهم

وتابعت قائلة:" هناك انعدام الأمن الغذائي معظم سكان غزة لا يستطيعون تأمين بضعة ارغفة ليومهم لأنهم ببساطة أكياس الطحين غير متوفرة وأن توفرت تكون بأسعار غالية جدًا لايستطيع معظم سكان دفع ثمنها لقاء بضعة كيلومترات من الطحين.. وبالتالي الوضع يزداد تعقيداً مع مرور الأيام". 

الأونروا لـ«تحيا مصر»: مقتل 870 شخص خلال حصولهم على مساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية 

وقالت مديرة المكتب الإعلامي للوكالة التابعة للأمم المتحدة في تصريحات خاصة أن:" ما يدخل من إمدادات يتم توزيعة عبر مايعرف باسم مؤسسة غزة الإنسانية وهذه المنظمة ابعد ما تكون عن الإنسانية شهدنا حالات الفوضى وحوادث القتل التي تحدث بشكل يومي وحتي هذه اللحظة أكثر 870 شخص قتوا اثناء تواجدهم قرب من هذه المراكز.. وهي اصلا توزع بشكل غير عادل وجغرافي على أرض القطاع ويذهب الآلاف السكان الذي يتم تجويعهم على مدار 4 أشهر ينتظرهم إما العودة القليل من الغذاء أو يقتلوا أو يعودون مصابين هذا مايحدث في مشهد يتكرر يومياً في مصائد الموت أو ساحة القتل كما نسميها". 

وأكدت المسؤولة الأممية أن :" الحل الواضح والمنطقي والذى من شأنه أن ينقذ مليوني شخص من هذه الكارثة هو فتح المعابر رفع الحصار وإيقاف هذه الحرب وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وعلى رأسها الأونروا لضمان توزيع عادل للمساعدات الإنسانية لكل السكان في القطاع".