قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق"، إن ظهور حركة "حسم" الإرهابية مجددا بعد سنوات من الغياب لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد الإقليمي المتشابك، مؤكدا أن ما لم يتحقق في فوضى 2011 و2012، يحاول بعض الأطراف إعادة تنفيذه اليوم بوسائل مختلفة، مشيرا إلى أن تحرك هذه التنظيمات يتزامن مع محاولات إسرائيل والولايات المتحدة لإعادة رسم خريطة المنطقة، موضحا أن البيانات المصورة والفيديوهات التي بثتها الجماعات الإرهابية مؤخرا تتماشى مع هذه المخططات وتخدم أجندات لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية أو بالدين.

وأكد حسين خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن تلك الجماعات، وعلى رأسها "حسم"، لا تتحرك من تلقاء نفسها، بل يتم توجيهها من قبل أجهزة استخبارات دولية وإقليمية، مشيرا إلى أن كثيرا من هذه التنظيمات التي تدّعي الدفاع عن الإسلام لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، بل وجهت سلاحها إلى الجيوش الوطنية، كما حدث في مصر وسوريا ودول أفريقية أخرى. وأوضح أن من بين العناصر المتورطة في الأحداث الأخيرة أسماء معروفة مثل يحيى موسى وعلاء السماحي، اللذين لا يزالان يقيمان في إحدى دول المنطقة رغم مطالبات مصر المستمرة بتسليمهما، الأمر الذي يثير تساؤلات حول صدق النوايا في مواجهة الإرهاب.

وفيما يتعلق بالأداء الأمني المصري، أشاد حسين برصد وزارة الداخلية لتحركات الإرهابيين منذ وجودهم في الخارج وحتى دخولهم البلاد، مشيرًا إلى أن التحديات الأمنية على الحدود مع ليبيا والسودان لم تمنع الأجهزة من أداء واجبها بكفاءة، معتبرا أن ضبط الخلية الإرهابية الأخيرة يُعد رسالة ردع قوية لكل من يفكر في المساس بأمن واستقرار الدولة المصرية، مؤكداً أن جماعة الإخوان لا تتحرك إلا بتعليمات أو بدعم خارجي مباشر، وغالباً ما تأتي تلك التحركات في توقيتات مقصودة للضغط على الدولة المصرية في ملفات معينة. وختم حسين بأن هذه الجماعات لا تستهدف سوى زعزعة الاستقرار الداخلي لمصلحة أطراف تسعى لإضعاف مصر.