نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قلوب لا تنبض - كورة نيوز, اليوم السبت 19 يوليو 2025 04:39 مساءً
د. شادية بكري
هناك قلوب تسكن الصدور ولا تنبض دما، لأنها حجرا، بل الحجر أرق منها واحن.. ولكنها تنبض قسوة وحقد وكراهية بدلا من الحب والحنان والاهتمام، لماذا القسوة؟
عندما يقسو أحد الوالدين مثلا على أبنائهم فإنهم يقودونهم إلى نظرة سوداء للمجتمع ويتحولوا إلى قساة عصاة عبء على المجتمع.
عندما يعوق الابن والديه فهو لا يدرك أن باب الرزق والنجاح سيغلق في وجهه.
عندما يقسو الأخ على أخيه مهما كانت عيوبه فهو لا يعلم معنى عضيد (سنشد عضدك بأخيك )
الصديق الذي ينافق صديقه ويقابله بابتسامة مصطنعة وهو يحمل الكراهية والغيرة في داخله
هناك قلوب قاسية في التعامل مع الآخرين وممكن يكونوا أقرب الناس إليهم.
أكره القسوة في كل شيء، في الألفاظ، في الأسلوب، حتى في نظرات العين.
أحب الأشخاص اللينة اللطيفة الذين يعدلون مزاجك بعزوبة كلماتهم ودفء نظراتهم فيطمئن قلبك.
القسوة ليست دائما عنوان القلوب الميتة.. بعض القلوب الطيبة تقسو أحيانا لأنها مجروحة.
هناك قسوة في أشياء تظنها بسيطة لكنها هامة جدا للناس مرهفة الإحساس.. كالقسوة في الاستغناء
عن بيتك القديم أو أماكن تحمل ذكريات طفولتك،
القسوة مع أشخاص تجرحنا وتوجعنا لم يأخذوا محبتك محمل الجد.
أعتقد أن قسوة القلب عقاب من الله سبحانه وتعالى على المعصية والبعد عن الفرائض فتجد الإنسان يظلم ويتجبر ويسود قلبه ويصبح قاسيا جدا كالحجر قال تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)
وبالعكس تماما، من أجمل نعم الله وأعظمها على الإنسان رقة القلب، وما رق قلب لله إلا كان سابقا إلى الخيرات، مشمرا إلى الطاعات.
إن العبد المسلم ذا القلب المرهف، خاشع لله، ذليل لعظمته، متبع لأمره، سائر على شرعه، وهو لذلك يكون هانيء البال، ساكن النفس مطمئن الفؤاد،
بعكس صاحب القلب القاسي الذي أعرض عن شعائر الله وابتعد عن التقى والهدى والرضا فتعست نفسه، واضطرب فؤاده، وخسر دنياه واخرته.
نصيحتي لكل إنسان.، اطرد من مدينتك أصحاب القلوب السوداء الذين فرضتهم عليك ظروف الواقع أو الذين قاسمتهم رغما عنك علاقة اجتماعية أو جدران وظيفية مملة، أو صداقة هشة، ، أولئك دفعت ثمن وجودهم بقربك من صحتك ونفسيتك واستهلكوا الكثير من عمرك في سبيل تقويمهم وإصلاحهم.
أولئك الذين سمموا أيامك الجميلة بدون ذنب ارتكبته.
نحن لا نكتمل بأحد ولا نضيع من دون أحد لنسعد بمن بقى، وننسى من نسي..
تعاني المرأة كثيرا من المزاج السيء بسبب تكوينها كأنثي رقيقة عواطفها تسيطر عليها، ولكن لم تخلق المرأة لتكون ضعيفة، بل خلقت لتكون الأساس، ولا يمكن للأساس أن يضعف وإلا سينهدم البناء كله. عليك أيها الرجل مراعاة المرأة والاهتمام بها ولا تقسو عليها، ولا تتحدى صبر الأنثى، فمن استطاعت أن تتحمل ألم المخاض ونزع الجنين من أحشائها قادرة على نزع أي غالي من قلبها، عليك أن تكون رجلا لها لا عليها..
يقول شكسبير.. .إن ظننت أن الأنثى مجرد جسم، فتأكد أن رجولتك مجرد اسم.. اعتبر كرامتها من كرامتك فكرامة المرأة سبب هام جدا لرفع معنوياتها ومزاجها.
ويقول نزار قباني.. .قوة الرجل لا تقاس بحجم عضلاته، بل بحجم الضحكة التي يرسمها على وجه زوجته..
وأخيرا تعكير المزاج كسقوط حجر على سطح الماء لا يحدث سوى تعكير صفو الماء ثم يبقى الحجر في الأسفل وتعود المياه إلى طبيعتها.. .
فلا تدع ما يسقط عليك من أحداث أو قسوة من الآخرين يغير من طبيعتك أو من مزاجك.
0 تعليق