الصحافة اليوم: 19-7-2025 - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 19-7-2025 - كورة نيوز, اليوم السبت 19 يوليو 2025 07:53 صباحاً

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 تموز 2025 العديد من المواضيع والملفات المحلة والاقليمية والدولية…

الاخبار:

دعوات إلى إعلان السويداء منكوبة | الشرع يتعنّت: نحارب بالعشائر

ترفض السلطات الانتقالية السورية هدنة مقترحة في السويداء، وتواصل استخدام الفزعات العشائرية كسلاح اقتحام، بعد سحب قواتها من المحافظة قبل يومين.
تدخل المعارك في السويداء، جنوبي سوريا، أسبوعها الثاني، على وقع عمليات كرّ وفرّ، قامت خلالها الفصائل المرتبطة بالإدارة الجديدة بتغيير مظهرها، رافعةً الشعار «القبلي»، في محاولة للالتفاف على «خطوط إسرائيل الحمر»، التي تمنع تقدم أيّ قوات حكومية إلى المنطقة الجنوبية.

وسبق الاشتباكات، التي تجدّدت خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد انكفاء الفصائل التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية تحت وطأة تدخل تل أبيب وقصف مبنى وزارة الدفاع والقصر الجمهوري في العاصمة دمشق، شحن طائفي وقبلي مقرون بمئات التسجيلات والصور المزوّرة، في إطار حرب إعلامية تبادل فيها طرفا المعركة (فصائل السويداء المحلية والفصائل الموالية أو التابعة لحكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع) الاتهامات والانتهاكات، إذ وثّقت عشرات التسجيلات المصوّرة عمليات إعدام ميداني وسرقة واعتداء نفّذتها التشكيلات الحكومية في السويداء، في حين ظهّرت تسجيلات أخرى انتهاكات ارتكبتها مجموعات السويداء بحق بعض أبناء العشائر الذين يقطنون في المحافظة، والذين تركت المجموعات الحكومية بعضهم خلفها أثناء انسحابها.

وجاء مشهد الانتهاكات المتبادلة ليؤجّج نار الفتنة المستعرة، ويفتح للإدارة الجديدة بوابة مناسبة للدخول إلى السويداء بالقوة. هكذا، انطلقت عشرات البيانات العشائرية تحت مسمى «الفزعة»، التي شاركت فيها، بحسب ما تمّ رصده، أكثر من 41 عشيرة، وصلت ببساطة إلى السويداء، التي تحيط بها الفصائل الحكومية، والتي سهّلت وصولها، في وقت ذكرت فيه مصادر محلية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التشكيلات الحكومية نفسها كانت على رأس الهجوم العشائري. ويفسّر ذلك حيازة هذه الأخيرة طائرات مُسيّرة انتحارية مكّنتها من دخول عدد من القرى في البادية، بينها المجدل، لتصبح التشكيلات التابعة للحكومة على أبواب مدينة السويداء للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع.

وبالتوازي مع ذلك، نظّم ناشطون وحسابات مؤيّدة للإدارة السورية حملة إعلامية كبيرة ضد الدروز في السويداء، كما ظهرت تصريحات عديدة لمسؤولين باركوا هذا الهجوم، بينهم أنس عيروط، عضو «لجنة السلم الأهلي» التي قام بتشكيلها الشرع في سياق محاولته امتصاص الآثار السلبية لمجازر الساحل؛ إذ بارك عيروط، في منشور على «تويتر» حذفه لاحقاً بعد تعرّضه لانتقادات لاذعة، «الفزعة التي أثلجت الصدور ورفعت رأس الأمة».

وكشفت التسجيلات المصوّرة التي نشرتها حسابات مؤيّدة لفصائل السويداء المحلية، عن وجود مقاتلين غير سوريين (بعضهم تمّ أسره) جاؤوا تحت عباءة «هبّة العشائر»، فيما أثار الدعم الإعلامي الحكومي والعسكري للعشائر تساؤلات عديدة حول مفهوم المواطنة والسلاح المنفلت الذي تذرّعت الحكومة به لدخول السويداء، في ظل امتلاك الآلاف من المقاتلين الذين وصفتهم الحكومة نفسها بأنهم عشائر، هذا الكم الكبير من الأسلحة والذخائر، خارج نطاق الدولة.

واستخدمت الفصائل المهاجمة، في غارتها المتجددة على المدينة، أسلحة خفيفة ومتوسطة، وقذائف هاون وقذائف صاروخية، عادت مرة أخرى لتسقط على السويداء التي دعا أبناؤها إلى اعتبارها منكوبة، في حين طالبت مطرانية بصرى حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس بفتح ممر إنساني لإنقاذ حياة 300 ألف عائلة تعاني من اختناق في ظل انقطاع الماء والكهرباء والدواء والغذاء.

تشكّل على مدار الأسبوع الماضي نمط واضح لسياق المعارك

وفي هذا السياق، أعلن حسن كوجر، نائب الرئاسة المشتركة في «الإدارة الذاتية»، أن الإدارة ستستجيب لدعواتِ فتحِ ممرٍ إنساني مع محافظة السويداء، بناءً على طلب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، موضحاً، في تصريحات إعلامية، أن الإدارة وجّهت طواقمها بالعمل لإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى السويداء، معتبراً أن الحكومة الانتقالية أخطأت في شن الهجمات على الطوائف الأخرى.

ويحتاج فتح ممر إنساني نحو السويداء إلى موافقة الولايات المتحدة التي تسيطر على منطقة التنف، والتي يمكن أن تمثّل معبراً يصل السويداء بمناطق «الإدارة الذاتية»، بشرط تحييد القوى التي قد تعرقل هذا المنفذ. ويجعل ذلك من مسألة إرسال المساعدات المعلن عنها، أمراً يحتاج إلى وقت طويل نسبياً، يفوق قدرة السويداء المحاصرة من كل الجهات على الصمود، وهو ما يشكّل فرصة ذهبية لإسرائيل التي أعلنت البدء بإرسال مساعدات إلى سكان المحافظة.

وفي ظل انقطاع الخدمات، والذي ترافقه حالة تعتيم شبه كامل في السويداء، مقرون بانقطاعات في الاتصالات، تَشكّلَ على مدار الأسبوع الماضي نمط واضح لسياق المعارك، التي يمثّل الليل فيها فرصة للفصائل الموالية للسلطات والعشائر، لشنّ هجمات وتكثيف الضغط الإعلامي، والنهار ميدان قتال لجماعات السويداء المحلية، في وقت تتابع فيه الطائرات الإسرائيلية شن هجماتها على محاور القتال التي تشهد عمليات كرّ وفرّ مستمرة.

وفي خضمّ ذلك، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عما سمّاها «مصادر خاصة» أن القصر الجمهوري في دمشق رفض اتفاق هدنة جرى التفاوض حوله أخيراً بين وجهاء من محافظة درعا وبدو حوران من جهة، وقيادات دينية وميدانية في السويداء من جهة أخرى، كان يهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء التوترات والاقتتال بين أهالي السويداء والعشائر.

وبحسب «المرصد»، جاء هذا الاتفاق بعد اتصالات مكثّفة ومبادرات وطنية قادها وجهاء من درعا مع الشيخ حكمت الهجري، الذي يقود الحراك المناوئ للسلطات الانتقالية، وعدد من القوى المؤثّرة في السويداء، التي وافقت على تسليم المعتقلين كافة كخطوة أولى لبناء الثقة، على أن يتم التوصل إلى حل سلمي دائم برعاية شخصيات حورانية.

وعلى خلفية هذه التطورات الإيجابية، بادر الوسطاء إلى التواصل مع القصر الجمهوري لطلب مباركته للاتفاق ودعمه، بهدف احتواء الوضع المتدهور ومنع تفاقم العنف والتجييش الشعبي، الذي يهدد بجرّ المنطقة إلى مواجهات مفتوحة. لكن، وبحسب المصادر، أحال القصر الجمهوري ملف المبادرة إلى قائد الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي.

وبعد محادثات أجراها الوجهاء مع الدالاتي، طلب الأخير مهلة للتواصل مع الرئاسة للحصول على الموافقة أو على الأقل «عدم الاعتراض». وبعد نحو نصف ساعة، تلقّى الوسطاء اتصالاً من الدالاتي يُبلغهم فيه برفض الرئاسة لهذا الاتفاق، وعدّها الموافقة عليه قبولاً بالهزيمة، وفق «المرصد».

الشيخ قاسم: لن نترك السلاح لأننا أمام خطر وجودي

عشية زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك إلى لبنان، خرج الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمواقف حاسمة من السلاح ومن الصراع مع إسرائيل.

وقال إنَّ «المُقاومة في لبنان منعت إسرائيل من الوصول إلى بيروت في معركة أولي البأس»، مشيراً إلى أن «المقاومة تواجه تهديداً وجودياً»، وحذّر من «التحريض على الفتنة، وإلحاق لبنان بقوى إقليمية أمرٌ خطير، ونحن لن نقبل الذل وقدّمنا تضحيات كثيرة ولن نتخلى عن قوتنا وحاضرون للمواجهة الدفاعية على قاعدة إمّا النصر أو الشهادة». وتابع: «لا استسلام ولن تتسلّم إسرائيل السلاح منا ولن نرضخ لأي نوع من أنواع التهديدات».

وذكر قاسم أنَّ «حزب الله التزم بما عليه في اتفاق وقف إطلاق النار والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لم تلتزم به والعالم كله يشهد بذلك». وأضاف «خلال 8 أشهر والعدوان الإسرائيلي مستمر، وكل الدنيا تقول إن إسرائيل نفّذت 3800 خرق. مع هذا، فقد اكتشفت إسرائيل أن الاتفاق فيه مصلحة للبنان ولذلك اعتبرت مع الأميركيين أن المطلوب تعديل الاتفاق وتمّ الذهاب إلى الضغط الميداني علّه يؤدي إلى تعديلات، ويطرحون اتفاقاً جديداً يبرّئ إسرائيل من كل فترة العدوان السابقة. وما يريدونه هو نزع سلاح حزب الله لأنهم يريدون طمأنة العدو».

وأشار قاسم إلى أنه و«تحت عنوان أمن إسرائيل لا يبقى مخلوق في المنطقة يستطيع أن يرفع رأسه، ولا تبقى زاوية إلا ويطالبون بتفتيشها وقصفها، ويُمنع على أحد أن يقول لا لإسرائيل. وما يفعلونه اليوم في سوريا، هدفه أن تكون سوريا مجرّدة تماماً من السلاح وأن تكون تحت الأوامر الإسرائيلية أي إدارة إسرائيلية لسوريا».

وسأل قاسم: «هل يمكن أن نقبل بهذا الأمر في لبنان؟ ألم نرَ ما يحصل في غزة؟ إبادة جماعية للفلسطينيين بإشراف أميركي مباشر. والمسألة ليست سحب السلاح بل هذه خطوة من خطوات التوسّع لإسرائيل».

دعا الأمين العام لحزب الله إلى مراقبة ما يجري في غزة وسوريا وإلى تقديم الأخطار على ملف حصرية السلاح

وفي موقف لافت وهو الأول من نوعه قال قاسم: «إننا كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سيادي يريد استقلال لبنان ونؤمن بأن لبنان وطن نهائي للبنانيين ونخضع جميعاً للطائف ومندرجاته نشعر بأننا أمام تهديد وجودي للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه»، مضيفاً: «إن كل الطوائف مهدّدة في لبنان، انظروا ماذا يحدث في سوريا وفلسطين حتى الكنيسة الكاثوليكية في غزة قُصفت. وانظروا ماذا يحدث في سوريا من بعض المجموعات المسلحة من ذبح. ونحن نعرف أنه إذا كان هناك قرار، فهم لا يحتاجون إلى وقت كبير للهجوم من شرق لبنان».

وقال قاسم إن «لبنان أمام ثلاثة مخاطر حقيقية، الأول تمثّله إسرائيل من الجنوب، والثاني يمثّله داعش من الشرق، وهناك الهيمنة الأميركية والوصاية على السلطة في الداخل». وتوجّه إلى بقية اللبنانيين قائلاً: «إن المهم اليوم هو مواجهة هذه الأخطار وبعدها نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني»، داعياً الآخرين إلى «عدم الرهان على الخلاف الشيعي الشيعي فبيئة المقاومة متماسكة وحزب الله وحركة أمل بينهما حلف استراتيجي».

وكان الشيخ قاسم قد تحدّث في ذكرى تأبين القائد الجهادي علي كركي «الحاج أبو الفضل»، وقال إن الاحتفال سببه أن الشهيد سقط مع الشهيد السيد حسن نصرالله، ولم يتيسر أن يكون له تأبين خاص ولا مراسم خاصة، عارضاً لبعض الجوانب الخاصة به. وأضاف أن الحاج «أبو الفضل» هو شخصية بارزة يجب أن يتعرّف الناس إليها. وكان له دوره في العمل الإسلامي في بيروت منذ زمن بعيد، بعدما كان انتسب إلى حركة المحرومين (أمل) في عام 1974.

وأشار إلى دوره في تشكيل البنية العسكرية لحزب الله، وفي التصدّي للاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، حيث أصيب بجروح بالغة في معركة خلدة، وأنه كان من خطّط مع الشهيد عماد مغنية لعملية الاستشهادي أحمد قصير وأسّس تشكيلات المقاومة في الشريط الحدودي. كما تولّى قيادة منطقة الجنوب من سنة 2006 حتى تاريخ الاستشهاد، كما لعب دوراً أساسياً في «طوفان الأقصى»، وكان يتابع بفعالية ورغم تعرّضه لعدة محاولات اغتيال لم يترك الجنوب. وهو كان مسؤولاً عسكرياً مركزياً ومعاوناً جهادياً للأمين العام السيد حسن نصرالله منذ عام 2008.

انشغال تركي بسوريا: المواجهة مع إسرائيل آتية

الانقسام في الخطاب التركي حول جنوب سوريا يعكس ارتباك أنقرة بين طموحاتها الإقليمية وقيودها في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.

يحظى الوضع في جنوب سوريا باهتمام متزايد في تركيا، باعتبار الأخيرة «الراعي الرسمي والعملي» للنظام الجديد في دمشق. وإذ مثّلت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة السورية تحدّياً كبيراً لحكومة أحمد الشرع، فهي كانت كذلك أيضاً بالنسبة إلى أنقرة، التي وجدت نفسها مكبّلة اليدَين، في وقت تحاذر فيه الاصطدام بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإغضابه، في ما لو اتّخذت أيّ موقف حادّ يتعلّق بإسرائيل، رغم إعلان الناطق باسم وزارة الدفاع التركية استعداد بلاده لدعم القدرات الدفاعية لسوريا، في حال استدعى الأمر.

أما على مستوى الإعلام التركي، فتباينت الآراء حتى في أوساط المحللين المنتمين إلى لون واحد؛ وقرأت صحيفة «حرييات» الموالية في حديث الناطق باسم «الدفاع» إشارة إلى أن استقرار سوريا يمثل خطاً أحمر بالنسبة إلى تركيا، التي «ستقف في وجه محاولات إسرائيل تخريب الوضع الداخلي». كما إنه يعني، وفقاً للصحيفة، «الدفاع عن وحدة أراضي سوريا»، خصوصاً وأن مسألة «قسد» لا تخصّ سوريا فقط. وبالتالي، فإن «دعم تركيا لسوريا يعني أولوية الدفاع عن أمن تركيا».

واعتبر الكاتب الموالي، عبد القادر سيلفي، بدوره، في الصحيفة نفسها، أن إسرائيل «تريد تقسيم سوريا إلى أربع دول، للدروز والعلويين والأكراد، وفي الوسط السنّة»، مذكّراً بأن ترامب كان قد أكد أن «مفتاح سوريا بيد تركيا»، وهو ما «أغضب إسرائيل التي تعمل الآن، عبر سوريا، على كسر تركيا».

وعدّد الكاتب بعض النقاط التي اعتبر أن أنقرة يجب أن تركّز عليها لمواجهة الوضع الحالي، وهي:

  • دعم استقرار سوريا؛
  • حماية وحدة الأراضي السورية
  • توقّع اتّخاذ أميركا مبادرة حول سوريا
  • دعم دمج «قسد» بالجيش السوري
  • في حال فشل خيار الدمج، اللجوء إلى الخيار العسكري.

لكن الكاتب الموالي في صحيفة «يني شفق»، إبراهيم قره غول، ذهب إلى أبعد ممّا قالته «حرييات»، لافتاً إلى أن إسرائيل «تشكّل خطراً على سوريا كما على تركيا وإيران ولبنان ومصر. وهي تريد أن تكرّر الإبادة الجماعية في هذه الدول». ورأى أن «خطر إسرائيل لا يقتصر على الهجمات العسكرية، بل تجب دراسة خريطتها الذهنية واضطرابها الجيني ومرضها الأيديولوجي. وما دامت هذه الدولة موجودة على الخريطة الجغرافية، فلن تنتهي الحروب في المنطقة أبداً. وإذا كانت إسرائيل تضرب اليوم غزة وإيران ولبنان وسوريا، فغداً ستحتلّ سيناء وتقصف الأناضول وحتى إسطنبول.

لذا، على تركيا وكل دول المنطقة أن تفكّر بالغد بدلاً من الحاضر، واتّخاذ خطوات نحوه». ووصف الكاتب «انتفاضة الدروز» بأنها «هجوم إسرائيلي على سوريا. فعندما تَحرّك الدروز، تَحرّكت قوات قسد الكردية، علماً أنهما يخدمان الأجندة الإسرائيلية»، داعياً تركيا إلى أن تكون «في حالة تأهّب قصوى، وأن تتحضّر لمهاجمة إسرائيل داخل حدودها. فلا رادع إلّا القوّة. وعلى تركيا أيضاً إعلان إسرائيل «تهديداً ذا أولوية»، لأنه يجب ألا يكون لهذا الكيان وجود في قلب هذه المنطقة». وأضاف: «مقولة «الجغرافيا قدر» جعلتنا نخسر. يجب أن ننتقل إلى مرحلة الجغرافيا سلاح».

وفي صحيفة «قرار» المعارضة، كتب طه آقيول أن «إسرائيل مهتمّة بشدّة بالجغرافيا الاقتصادية والديموغرافية المذهبية والعرقية في الشرق الأوسط، وهي حوّلت هذا الاهتمام إلى إستراتيجية»، مذكّراً بتصريحات سابقة لوزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تعكس تركيز تل أبيب على «تحالف الأقليّات مع الدروز والأكراد»، ولافتاً إلى أن القيادي الكردي، صالح مسلم، قال إنهم «يستطيعون الحصول على دعم إسرائيلي».

«تصوير تركيا، إسرائيل على أنها خطر عليها، ليس وهماً، بل حقيقة»

كما إن معارضة «حزب المساواة والديموقراطية للشعوب» الكردي في تركيا، لبيان البرلمان الذي أعلن الوقوف إلى جانب الشعب السوري، عكست، وفقاً للكاتب، «اهتمام الأكراد بما بين النهرين، وليس بأمن تركيا». ومن هنا، اعتبر أنه «من الحكمة أن يبقى الشرع قريباً من الغرب وتركيا والعالم العربي، وإلّا كيف يمكن وقف الهجوم الإسرائيلي على سوريا؟ وبقدر ما يقترب الشرق الأوسط من السلام، تخسر إسرائيل ذرائع شنّها الحروب».

أما الكاتب الإسلامي المعروف، أحمد طاش غيتيرين، فأعرب عن اعتقاده بأن «تصوير تركيا، إسرائيل على أنها خطر عليها، ليس وهماً، بل حقيقة. فعندما ضربت إسرائيل إيران، كان دولت باهتشلي يقول إنها رسالة أيضاً إلى تركيا». وفي إجابته عن سؤال «ما العمل»، قال الكاتب إن الطريق «ما يزال مسدوداً». وتابع: «تركيا هي التي بادرت، بعلم من أميركا، إلى إسقاط الأسد وتنصيب الشرع. واستقرار سوريا بالتالي مهمّ لتركيا.

والسؤال: هل يمكن لتركيا أن تستبق التهديد الإسرائيلي بضرب إسرائيل؟ هذه أسئلة بالغة الخطورة، وأميركا تدرك ذلك». وانتهى إلى القول: «الآن تتقدّم إسرائيل خطوة بخطوة، بينما تلفت تركيا الانتباه إلى الخطر الإسرائيلي. والسؤال المطروح حالياً: إلى أيّ مدى ستذهب إسرائيل، وإلى متى ستصبر تركيا؟».

وفي «قرار» أيضاً، كتب يوسف ضيا جومرت: «عندما قلنا إن ما يجري في سوريا والمنطقة سابقاً هو الوضع الأسوأ، جاء الآن ما يفوقه سوءاً. وما كنّا نسمّيه الربيع العربي لم يكن سوى فوضى مدمّرة». ورأى الكاتب أن «وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا، كان يعني القضاء على نفوذ إيران وحزب الله هناك. كان حدث إسقاط الأسد بالنسبة إلى تركيا «انتصاراً رائعاً». أمّا في الجنوب، فكانت إسرائيل تدمّر القدرات العسكرية للجيش السوري وتوسّع احتلالها. كان انتصار الشرع والتوسّع الإسرائيلي يتقاطعان عند نقطة أنهما ضدّ إيران».

فلماذا تواصل إسرائيل ضرب سوريا التي أعربت عن قبولها التطبيع معها؟ السبب، بحسب الكاتب، هو أن «سوريا المشرذمة والضعيفة، أنسب لمصالح إسرائيل على المدى الطويل. وإسرائيل تعمل لتُشعر الأقليّات الدرزية والكردية أنها أقرب إليها من نظام الشرع، وتبقى بالتالي ممسكة بخيوط التأثير داخل سوريا. وإسرائيل أيضاً ترى أن احتمال نشوب صراع مستقبلي مع سوريا قائم ليس مع النظام الجديد الذي قدّم لها كلّ شيء، بل مع المجتمع السوري نفسه.

وهي تتّخذ احتياطاتها بالفعل لحسابات طويلة المدى». ووفقاً للصحيفة، فإن «الصراع في جنوب سوريا يُظهر كم أن خطوط الصدع في المجتمع السوري ما تزال عميقة. والهجمات الإسرائيلية، بذريعة حماية الدروز، تؤكد ذلك». ورأت أن «سوريا يجب أن تُحكم بنظام إداري مركزي، ولكن يجب إعطاء الأقليّات حكماً ذاتيّاً. رحيل الأسد ومجيء الشرع لا يعني نهاية الأزمة، بل هو نهاية مرحلة من الأزمة، وبداية مرحلة ثانية منها».

افتعال العقبات ثم التفاوض عليها: نتنياهو يمرّر الوقت

غزة | يحكم مسار التقدّم البطيء والعرقلة المستمرة، مفاوضات صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة التي تستضيفها الدوحة، حيث يضع المفاوض الإسرائيلي عقبات من المفهوم أن المقاومة سترفضها، ويستهلك وقتاً كبيراً في تفكيكها للوصول إلى حل وسط يمكن قبوله. آخر القضايا التي استغرق حلها نحو 10 أيام، كانت خريطة إعادة التموضع. ووفقاً لمصدر مطّلع على المفاوضات، أمضى الوفد الإسرائيلي بضعة أيام وهو يرفض أساساً تقديم خطوط وخرائط إعادة تموضع، فيما تمسّك المفاوض الفلسطيني بالتوافق على خرائط واضحة ومكتوبة. وبعد نحو أسبوع، قدّم الوفد الإسرائيلي خرائط تقضم 40% من مساحة القطاع، وبدأ في جولات ماراثونية للتفاوض حولها.

في المقابل، فإن المقاومة التي أكّدت تمسّكها بخريطة انسحاب 2 آذار الماضي، قدّمت تنازلات للوصول إلى صيغة توافق، أفضت وفق المصدر ذاته إلى تقليص عمق المنطقة العازلة إلى 1200 متر وأقل من ذلك في بعض المناطق، والانسحاب من محور «موراغ» إلى محور «فيلادلفيا».

ويوضح المصدر أن «المفاوض الإسرائيلي يضع عقبات وعراقيل، ثم يبدأ بالتفاوض عليها، في ما يشبه لعبة إدارة الوقت. هم يحدّدون مدة زمنية يجب استهلاكها لحل نقطة عالقة، ثم مدة أخرى لحل عقبة ثانية يستحدثونها بأنفسهم ثم يتراجعون عنها». ويتابع في حديثه إلى «الأخبار»، أن «فصائل المقاومة تسابق الوقت لتوقيع اتفاق، لكنّ الصيغ التي قدّمها الإسرائيليون للوسطاء مفخّخة، والتوقيع عليها بدون تمحيص وتحليل وتفكيك لكل بند فيها، كان كفيلاً باستدامة احتلال مساحة واسعة من أراضي قطاع غزة، بما يسمح للعدو بالمضي قدماً في مشروع مدينة الخيام في رفح، ويبقي ورقة المساعدات أداة ابتزاز بيد مصائد الموت الأميركية، ولا يعطي أي أفق لنهاية الحرب، أي إن الاحتلال يريد استرجاع أسراه من دون أي مقابل.

والأخطر من ذلك، أن ثمة ما يشير إلى أن ما يتم الاتفاق عليه في هذه الجولة، قد يبقى نقطة ارتكاز لوضع طويل المدى إذا ما أفضت هذه التهدئة إلى وقف مستدام وطويل الأمد للقتال. وبناءً عليه، تتنازل المقاومة بما لا يؤثّر على مستقبل القطاع في سبيل وقف المقتلة، وتتمسّك بقضايا قد تبدو استدامة الحرب أخفّ وطأة من القبول فيها».

أما عن السلوك الإسرائيلي والأميركي، فهو الإغراق في فيض من الأخبار المتفائلة التي تزعم تقديم مرونة وتنازلات، واتهام حركة «حماس» بالعناد والتعنت. ومن ذلك خمسة تصريحات أعلن فيها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في غضون أسبوعين «أننا نبلي بلاءً حسناً في ملف غزة… متجهون إلى صفقة»، وما قاله مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، آدم بولر، من أن «حماس تبدي مقاومة وتضع العقبات في طريق التوصل لصفقة»، وتصريحات متكرّرة للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قال فيها «إننا أقرب إلى الصفقة من أي وقت مضى».

أما رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، فقد كرّر «أننا نتجه إلى صفقة 60 يوماً». وإلى جانب ذلك، ثمة إغراق في وسائل الإعلام العبرية عن المدى الذي وصلت إليه المفاوضات، وما يحيط بهذه الصفقة من حسابات سياسية داخلية ومواقف الائتلاف الحكومي منها.

فصائل المقاومة تسابق الوقت لتوقيع اتفاق، لكنّ الصيغ التي قدّمها الإسرائيليون للوسطاء مفخّخة

في المحصّلة، ثمة إجماع على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي على أن ثمة قراراً أميركياً بإبرام صفقة تبادل، هي جزء من صفقة دولية كبرى ذات صلة بـ»اتفاقات أبراهام»، غير أن موعد عقد هذه الصفقة يجب أن يراعي حساسية المشهد الداخلي الإسرائيلي المتعلّق بمستقبل نتنياهو والائتلاف الحكومي المهدّد بالتفكّك. لذا، فإن نتنياهو يدير من خلال مفاوضات صفقة التبادل الوقت، للوصول إلى عطلة الكنيست في نهاية الشهر الحالي، والتي تعطي حكومته هامشاً من الأمان لـ3 أشهر.

وحتى ذلك الحين، يسابق جيش الاحتلال الوقت في تدمير أكبر قدر ممكن من الكتلة العمرانية في القطاع، حيث يُحكم سيطرته بالنار على نحو 60% من القطاع الشرقي من قطاع غزة، وتشهد مخيمات وأحياء مدينة بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا البلد وتل الزعتر والتفاح والشجاعية والزيتون في شمال وادي غزة، عمليات تدمير ونسف يومية طاولت عشرات الآلاف من المنازل.

ووفقاً لشهود عيان استطاعوا الوصول إلى جباليا البلد، فإن ما يحدث في تلك المنطقة، هو استنساخ لنموذج التدمير الذي طاول مدينة رفح ومخيم جباليا، أي إن الدمار مسح معالم المنطقة وحوّلها إلى تلال كبرى من الركام. أما في جنوب وادي غزة، فالمشهد ذاته يتكرّر في مدينة خانيونس التي يسيطر العدو على 80% من المساحة العمرانية فيها، ويعمل بشكل يومي على تدمير المئات من منازلها عن طريق النسف والآليات الثقيلة التي يعمل عليها موظفون مدنيون.

هذه الكتلة العمرانية الهائلة التي تتعرّض للمحو عن الخريطة، ستُحدث تغييراً ديموغرافياً حاداً في القطاع، وتنقل الكتلة السكانية الأكبر من المناطق الشرقية لغزة المحاذية للشريط الحدودي الفاصل إلى غرب القطاع، ما يراعي الهواجس الأمنية لمستوطني غلاف غزة، ويعطي الاحتلال مساحة للمناورة في آلية إعادة الإعمار ضمن الضوابط الأمنية.

هذا على افتراض فشل خطة التهجير كلياً، والتي عاد الحديث عنها مع كشف موقع «أكسيوس» الأميركي أن رئيس «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد برنياع، زار أخيراً الولايات المتحدة وطلب من الإدارة التدخّل لإقناع بعض الدول باستقبال مئات الآلاف من الغزيين. وتلك الدول هي إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا، ما يعني أن مخطط التهجير لا يزال مطروحاً على الطاولة، وإن بدت فرص تحقيقه تحتاج إلى طول نفس.

وفي الميدان، تتواصل جريمة الإبادة الجماعية، حيث تسجّل مستشفيات قطاع غزة استشهاد ما متوسطه 100 مواطن يومياً، يقضون في عمليات استهداف للمنازل المأهولة وتجمّعات المواطنين ومنتظري المساعدات الإنسانية. ويضاف إلى الموت قصفاً، تفشّي المجاعة على نحو أكثر حدّة في القطاع، خصوصاً بعدما فشلت مساعي الاتحاد الأوروبي في إدخال شاحنة واحدة من المساعدات، وقوّضت إسرائيل مشروع قرار العقوبات عليها من داخل دول الاتحاد.

منذ ذلك الحين، منع جيش الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية، وأغلقت مراكز توزيع المساعدات أبوابها، ما تسبّب بفقدان الطحين وكل المواد الأساسية من الأسواق، في حين وصل سعر كيلو الطحين إلى 60 دولاراً، وارتفع سعر شوال الطحين إلى 3000 دولار. وولّد ذلك موجة من الفوضى والاقتتال، وأدّى إلى خروج مسيرات عفوية غاضبة في شوارع شمال غزة، أغلقت المحالّ التجارية وهاجمت بائعي الطحين.

هذه الأوضاع، وصفتها «وكالة الغوث» بأنها «ما وراء الكارثة»، وقال المتحدّث باسم الوكالة، عدنان أبو حسنة: «نحن نعيش مرحلة ما بعد الكارثة، حيث يعاني مئات الآلاف من الجوع والمرض وسط انهيار الخدمات. نرفض المؤسسة الجديدة التي فشلت في مواجهة المجاعة وتُستخدم لتحقيق أهداف سياسية».

اللواء:

سلام ينوِّه بموقف الجيش: نحمي لبنان بعدم الإنجرار لأي مغامرة جديدة

براك الثلاثاء في بيروت ومشاورات رئاسية لإنضاج الردّ.. وإطلاق سجناء في اجتماع بعبدا

قبل وصول الموفد الاميركي إلى لبنان وسوريا توم باراك مساء الثلاثاء، ليتسلم أو يناقش مع المسؤولين اللبنانيين تطورات الاوضاع في المنطقة، ويتسلم الردّ اللبناني الرسمي على ردّه، عُقد اجتماع في بعبدا بين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري تناول عناصر الرد المرتبط بالمجريات الجارية في سوريا، والمخاوف من انعكاساتها على لبنان، ليُعقد بعد ذلك اجتماع أمني، أعقبته قيادة الجيش ببيان واضح بتوقيته وبمضامينه المتعلقة بالحفاظ على السلم الاهلي، وعدم التهاون مع أي خلل أو عمل يعرض الاستقرار أو يسبب مشاكل لا مصلحة للبنان فيها. أو القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين.
وتوقفت المصادر عند ما جاء في بيان مديرية التوجيه من أن لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها (وفقاً لبيانه) استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الاسرائيلي، إضافة إلى تحديات حفظ الامن في الداخل وضبط الحدود، فضلاً عن التطورات المعقدة في المنطقة.
وشدّد الجيش في بيانه أنه لن يسمح بأي اخلال بالامن أو مساس بالسلم الاهلي ، وأن تجاوز المرحلة يتطلب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلي بالمسؤولية.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان المعلومات الرسمية التي وزعت بعد لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حرصت على الإشارة الى ان اللقاء بين الرئيسين جاء في اطار اللقاءات الدورية بينهما، ما يعكس العلاقة الجيدة التي تربط بينهما والتنسيق في عدة ملفات لاسيما في الرد اللبناني على الرد الأميركي حول الملاحظات اللبنانية.
وقالت هذه المصادر ان المبعوث الأميركي توم باراك يصل الى بيروت الاسبوع المقبل لتسلم الملاحظات اللبنانية على الرد الأميركي، مشيرة الى ان لبنان متمسك بما أورده بشأن حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة وان الحكومة ذكرت الامر في البيان الوزاري وأهمية الإنسحاب الإسرائيلي وعودة الأسرى.
الى ذلك ، من المقرر ان تكون لرئيس الجمهورية كلمة في مناسبة عيد الجيش .
وكان الرئيس عون ترأس اجتماعًا وزاريًا وأمنيًا خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

سلام ينوِّه ويؤكد على منع انتقال الفتنة

وأكد الرئيس نواف سلام عدم الانجرار إلى أي أمر يهدد وضع لبنان، محذراً من العودة للاقتتال، متمنياً اطفاء الفتنة في سوريا، مشدداً على أهمية وحدة سوريا واستقرار سوريا.. داعياً إلى تمسك اللبنانيين بالوحدة، وعدم انتقال الفتنة إلى لبنان.. منوهاً بالبيان الصادر عن قيادة الجيش..
وأكد سلام أننا نحمي لبنان بعدم الإنجرار لأي مغامرة جديدة، ويهمنا استقرار سوريا، وأن سوريا على طريق الاستقرار، مشيراً إلى أننا نراهن على وعي اللبنانيين وحكمة الجيش في حماية لبنان.
وكشف الرئيس سلام عن موعد له مع الموفد الاميركي في السراي الكبير.. وقال: اقتراحات باراك هي ترتيبات تتعلق بوقف العمليات العدائية التي نص عليها اتفاق 1701.
وتتضمن مسألة حصرية السلاح عند قوى الامن الداخلي والامن العام والشرطة البلدية.
وقال: إننا على تواصل مع الرئيسين عون وبري، متجنباً ما يسمى «بالترويكا»، ونحن بعيدين كل البعد، مع فصل السلطات، وسألتقي الرئيس بري في الايام المقبلة، لمناقشة ورقة باراك والرد عليها. وسيعقد جلسة لمجلس الوزراء فور نضوج الافكار حول خطة تنفيذ حصرية السلاح.
وأشار إلى الالتزام بالبيان الوزاري لجهة انسحاب اسرائيل واطلاق الاسرى، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية، مؤكداً أن البحث يتطرق إلى التزامن بين الخطوات والمراحل التنفيذية.. وأكد أن ما جاء به براك ليس اتفاقاً جديداً، بل لوقف العمليات العدائية، فإن ورقة باراك تتضمن (الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية).
وأكد أن الشيء الذي لا نريده هو الحرب الاهلية، وهذه مسألة تجاوزناها بعد اقرار اتفاق الطائف وكفى تخويفاً من الحرب الاهلية.
وأن السلاح ستتسلمه الدولة اللبنانية، وهذه هي حصرية السلاح، والمطلوب تسليمه للدولة بدل أن تقصفه اسرائيل وأن حزب الله معني بالبيان الوزاري الذي جدد التزامه به.
ورداً على سؤال حول الخطر من تصعيد اسرائيلي قال نعم أن هناك خشية ويجب الانخراط الايجابي بورقة باراك وتحسينها، وشدّد على وقف معاناة الشعب اللبناني ونوه بدور المقاومة في تحرير الجنوب عام 2000، وأن الحماية اليوم للدولة اللبنانية ، وليس للسلاح.
وحول السلاح الفلسطيني، قال سلام: قوة فلسطين ليست في السلاح، والسلاح في المخيمات قد يتحول إلى سلاح فتنة، بين الفلسطينيين أو بين الفلسطينيين واللبنانيين، فإن قوة فلسطين بالدول التي تنعم إلى تأييدها، مؤكداً: لم نحدد تاريخاً لسحب السلاح الفلسطيني ولن نقبل سلاحاً خارج سلطة الدولة.
وأكد أن الحكومة اصلاحية وهي تواجه صعوبات..

قاسم: لن نستسلم وسنواجه دفاعياً

وأعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله التزم بالقرار 1701 ونفذ ما خصّ جنوب الليطاني، وطالب بالضغط على الولايات المتحدة وفرنسا لاخراج اسرائيل من الجنوب وتطبيق القرار 1701.
وأشار قاسم إلى أن الولايات المتحدة الاميركية تسعى إلى تعديل الاتفاق وتطرح اتفاقاً جديداً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت ضامنة للاتفاق.
وقال: الاتفاق الجديد يهدف إلى نزع سلاح حزب الله في كل لبنان، واشار إلى استمرار العدوان، وأن 3800 خرقاً.
وقال: نحن كحزب الله وحركة «أمل» نشعر أننا أمام تهديد وجودي، وكل الطوائف مهددة.. وأكد نحن: نؤمن بأن لبنان وطن نهائي ونلتزم اتفاق الطائف كاملاً.
وأكد أن مواجهة الحظر الوجودي هو بالمقاومة، والمطلوب تعاون الجميع لتمرير هذه المرحلة.
وقال لبنان أمام 3 مخاطر:
1 – الحظر الاول اسرائيل في الجنوب.
2- الخطر الداعشي في الشرق.
3 – الخطر الثالث الطغيان الاميركي.
وأكد قاسم أن اسرائيل لن تستلم السلاح منا.. ولن نستسلم مشيراً إلى أن الاستسلام لن يبقى لبنان شيئاً، وشدد على المواجهة الدفاعية، فيما لو هاجمت اسرائيل لبنان.
وقال: لا تراهنوا على خلاف شيعي – شيعي بين حزب الله وحركة أمل، ولا تراهنوا على الخلاف على الرؤساء الثلاثة.. مما يساعد على إخراج البلد من أزماته بطريقة صحيحة.. وأن اسرائيل لن تحقق أهدافها.

المفتي وشيخ العقل: لوأد الفتنة في السويداء

على صعيد الوضع في السويداء، واحتواء امتداداته إلى لبنان، تلقى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابو المنى اتصالاً من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان «للتأكيد في رسالة مشتركة على «الاخوة الاسلامية والوطنية» التي تجمع ما بين الطائفتين السنية والدرزية». وأكد الشيخان رفضهما التام الانجرار وراء أية خطابات تحريضية، وتغطية أية أعمال استفزازية.
واكد الشيخ أبي المنى، في الاجتماع الاستثنائي اللهيئة العامة للمجلس المذهبي في دار الطائفة في فردان، «التضامن الأخوي والإنساني مع أهلنا في السويداء ومع جميع الأبرياء المصابين بنيران المواجهات»، محمّلا «الدولة السورية المسؤولية عن حل الأزمة بالسويداء».
وقال: « إن قلق الأقلية يحتاج إلى عدالة الأكثرية ونحمّل الدولة السورية ومسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات، واننا نرفض أي نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا أو لبنان».
واشار الى ان «الدعوات للحماية الاسرائيلية للسويداء تضرب تاريخنا وهويتنا».
من جهته دعا النائب السابق وليد جنبلاط إلى «وقف الحملات التحريضية في لبنان والدعوات إلى قطع الطرقات».
واقترح «وقف إطلاق النار في السويداء للدخول في حوار»، وقال: «جبل العرب جزء لا يتجزأ من سوريا».
وفي مجال متصل بالجهود لوقف العدوان، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، الممثّل الجديد لفرنسا في لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، الجنرال فالنتين سايلير (Valentin Seiler)، بحضور السفير الفرنسي ومستشار رئيس المجلس الدكتور محمود بري، حيث تمّ استعراض الأوضاع الراهنة لاسيما الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وعمل لجنة المراقبة.

زعيتر لم يمثل وعويدات لن يحضر

قضائياً، حضر وكيل النائب غازي زعيتر إلى مكتب القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت المحامي بسام الحاج، ولم يمثل زعيتر، فأرجأ البيطار اتخاذ القرار بشأنه إلى حين صدور القرار الاتهامي، على أن يلتقي البيطار المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات في جلسة استدعي إليها.
ورفض تبليغ الدعوة، باعتبار أن المحقق العدلي «غير ذي صفة وغير أهلية، ولا شرعية له».
جنوبياً توغلت «A.T.V أسرائيلية في ميس الجبل، وفجرت جرافتين عائدتين لمجلس الجنوب، كانتا تتولى رفع الانقاض، في وقت كانت الرشاشات الاسرائيلية تصوّب على كفركلا.

البناء:

سورية تنزف والكيان آمن والحرب الأهلية رديف وهم التخلي عن مواجهة الاحتلال

أبو عبيدة: هذه آخر فرصة لاتفاق جزئيّ والمقتلة والأسر بانتظار جيش الاحتلال

قاسم: جاهزون للدفاع متفاهمون مع الرؤساء والمطلوب تنفيذ الاتفاق لا اتفاق جديد

كتب المحرر السياسي

تواصلت عمليات القتل والتهجير جنوب سورية، وتصاعدت حالة التجييش الطائفي في أنحاء سورية، بدعم من السلطات الحاكمة التي سهلت وصول مجموعات مؤيدة للحكم تعيد إلى الذاكرة ما جرى من نفير للهجوم على الساحل انتهى بالمجازر الموصوفة، واستخدمت حكومة دمشق هذه التعبئة للتمهيد لإدخال قواتها إلى منطقة السويداء، تحت شعار الفصل بين المتحاربين، بينما لا تزال حالة عدم الثقة بين أهالي السويداء وأجهزة السلطة تحول دون انتشار وحدات من وزارة الداخلية في مناطق الاشتباكات، رغم الموافقة الإسرائيلية المعلنة.
في المنطقة تتواصل بيانات التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية من دون ترجمة دعم السلطات السورية التي تعتمد بوجه الاحتلال وصفة عربية إسلامية مدعومة من الدول العربية وتركيا، كما ورد في البيان العربي التركي، الذي اعتبر عدم المواجهة مع المحتل خياراً يعبّر عن عين العقل والحكمة، بعدما أتاحت حكومة دمشق للاحتلال تدمير كل مقدرات سورية العسكرية، وأعلنت الحكومة أنها تلتزم منع أي محاولة لإلحاق الأذى بـ”إسرائيل” من الأراضي السورية، لكن ذلك لم يشفع لها لتجنبها الإذلال والإهانات التي حملتها الغارات التي استهدفت مقار وزارة الدفاع في دمشق، والحكومات العربية والإسلامية التي تعتبر مقاومات غزة ولبنان قوى مغامرة ولا تجد ما يدعوها لوضع ثقلها لمنع العدوان عليها، تشيد بحكمة الحكومة السورية، لكنها لا تفعل لها شيئاً، وبيدها القدرة على اتخاذ مواقف من نوع تعليق العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع كيان الاحتلال حتى ضمان السيادة السورية، بينما دولة إقليمية عظمى مثل تركيا تعتبر الحكم السوري الجديد مولوداً أبصر النور تحت عباءتها، ترتبك أمام الضربات الإسرائيلية، يقول وزير خارجيتها، إن صبرها بدأ بالنفاد دون أن يوضح الخطوة التالية لنفاد الصبر.
في فلسطين مواجهة مستمرة تخوضها المقاومة بوجه جيش الاحتلال وعمليات نوعية متصاعدة، بينما مفاوضات الدوحة تراوح مكانها، وأمس، أطلّ الناطق بلسان قوات عز الدين القسام أبو عبيدة بكلمة قال فيها، إن المقاومة تمنح فرصة للتفاوض لمرة أخيرة لاتفاق جزئي إن فشلت بالخروج باتفاق، سوف تتمسك المقاومة بحل كامل ينهي الحرب مقابل كل الأسرى، وقال أبو عبيدة إن المقاومة وضعت استراتيجية تعد فيها للاحتلال وجيشه مقتلة ينتظر جنوده وضباطه فيها الموت أو الأسر، محملاً الحكومات والنخب العربية مسؤولية التخلّي عن غزة وشعبها والاكتفاء بكلام لا قيمة له فيما بأيديهم فعل الكثير.
لبنانياً، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فأكد أن المقاومة جاهزة للمواجهة الدفاعية، مشيراً إلى تفاهم المقاومة مع الرؤساء الثلاثة داعياً المراهنين على خلاف المقاومة والدولة إلى صرف النظر عن رهاناتهم، مشيراً إلى أن المسعى الأميركي يقوم على محاولة إنتاج اتفاق جديد، لأنهم اكتشفوا أن الاتفاق القائم يريح المقاومة والدولة ويحفظ التعاون بينهما، مضيفاً أن المقاومة لن تقبل بالبحث في اتفاق جديد لأن المطلوب واضح بعدما نفذت المقاومة ما عليها في الاتفاق القائم وهو أن تنفذ “إسرائيل” موجباتها.

وأكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الأميركيين والصهاينة «اكتَشفوا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار فيه مصلحة للبنان، وذهبوا إلى الضغط الميداني علّه يؤدّي إلى تعديلات» في الاتفاق.
وقال الشيخ قاسم، في حفل تأبين القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل كركي)، إنّ «»إسرائيل» خرقت 3800 خرقاً»، قال الشيخ قاسم: «اكتَشفوا أنّ الاتفاق فيه مصلحة للبنان ولذلك اعتبروا أنّ المطلوب تعديل الاتفاق وذهبوا إلى الضغط الميداني علّه يؤدّي إلى تعديلات»، منبّهاً في المقابل إلى أنّ «كل هذا الضغط لم يعدّل في الاتفاق».

ولفت الانتباه إلى أنّ «أميركا تطرح اليوم اتفاقاً جديداً، ما يعني أنّ كل الخروقات خلال 8 أشهر كأنّها لم تكن»، مؤكّداً أنّ «الاتفاق الجديد يبرّئ «إسرائيل» من كل فترة العدوان السابقة».
وأوضح الشيخ قاسم: اكشتفوا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار لا يحقّق الأهداف التي يريدونها، والمبرّر الوحيد في هذا العدوان نزع سلاح حزب الله لأنّهم يريدون من نزعه طمأنة «الإسرائيلي» وهو مطلب «إسرائيلي».
وأشار «قول البعض: كيف تنسحب «إسرائيل» إذا لم تنزعوا السلاح؟»، مستدركاً بالقول: «لكنْ هي («إسرائيل») معتدية»، متسائلاً: «لماذا تعتدي «إسرائيل» في سورية وتشنّ الغارات في الوقت الذي لا يوجد فيه أيّ تهديد؟».
وحذّر من أنّه «تحت عنوان أمن «إسرائيل» لا تظل أيّ زاوية إلاّ ويريدون (الصهاينة) تفتيشها واحتلالها وضربها». وتساءل: «لماذا قصفت «إسرائيل» إيران تحت عنوان وجود نووي، لكنّ كل المفتشين أثبتوا أنّه سلميّ؟»، فـ»هي («إسرائيل») تريد القضاء على إيران لكنّ إيران استطاعت أنْ تنتصر»، بحسب الشيخ قاسم.
وإذ نبّه إلى أنّ «»إسرائيل» توسُّعية وهي خطر حقيقي»، أشار إلى ما قاله «(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب عن «إسرائيل» وعن غزة، حيث اعتبر أنّ «إسرائيل» دولة صغيرة المساحة وتكبر مساحتها بالاحتلال فطرح «ريفييرا»».
وعلّق الأمين العام لحزب الله على حديث المبعوث الأميركي طوم برّاك بأنّ «لبنان على وشك الانقراض إذا لم يُسرع بالتغيير»، فقال: «أي يقول (برّاك) بتسليم لبنان لـ «إسرائيل»»، معتبراً أنّ «المطلوب أنْ يكون هناك «إسرائيل» الكبرى، فهم يريدون تقسيم المنطقة».

وحذّر الشيخ قاسم من أنّ «التحريض على الفتنة وإلحاق لبنان بقوى إقليمية، على الأقل إلحاقه مرحلياً، بالشام، هذا خطير»، قائلاً: «هم (الأميركيون) يريدون للبنان أنْ يتقسّم بين «إسرائيل» وسورية».
وفي ما بيّن أنّ «المسألة ليست سحب السلاح، بل هذه خطوة من خطوات التوسُّع لـ «إسرائيل»»، أكّد أنّ «السلاح عقبة لأنّه جعل لبنان يقف على رجليه ويمنع «إسرائيل» من التوسُّع».
وأضاف الشيخ قاسم: «نحن كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سياديّ يريد استقلال لبنان ونؤمن بأنّ لبنان وطن نهائيّ للبنانيين ونخضع جميعاً للطائف ومندرجاته، نشعر بأنّنا أمام تهديد وجوديّ للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه». وأوضح أنّ «كل الطوائف مهدّدة في لبنان»، مخاطباً اللبنانيين بالقول: «انظروا ماذا يحدث في سورية وفلسطين حتى الكنيسة الكاثوليكيّة في غزة قُصفت. انظروا ماذا يحدث في سورية من بعض المجموعات المسلحة من ذبح».

وجزم بأنّه «إذا كان اليوم هناك قرار لا يحتاجون (المجموعات المسلحة) إلى وقت كبير للهجوم من شرق لبنان».
وأشارت مصادر مطلعة نقلاً عن مصادر غربية لـ «البناء» الى أن سورية ستلعب دوراً عسكرياً وأمنياً وسياسياً في لبنان بتوافق دولي أميركي وعربي وتركي في إطار الوظيفة الاستراتيجية التي يُراد ان يلعبها النظام السوري ليس فقط في لبنان وعلى الحدود اللبنانية السورية بل في المنطقة وعلى الحدود السورية – العراقية وفي الصراع العربي الإسرائيلي لجهة الانخراط في الاتفاقات الإبراهيمية.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ القرار لدى أحزاب وفصائل المقاومة الإسلامية والعربية في لبنان هو مواجهة المشاريع الأميركية الإسرائيلية الإرهابية بكافة الوسائل السياسية والإعلامية والعسكرية، وبالتالي إنْ الحديث عن تسليم السلاح بكافة أشكاله في ظلّ التطورات الأخيرة في سورية والمنطقة لهو ضرب من الجنون حيث باتت المعادلة وفق التجربة خلال الأشهر القليلة الماضية هو أن من يسلّم سلاحه يذبح على مائدة المشاريع الإسرائيلية.

ووفق تقديرات دبلوماسية أوروبية لـ «البناء» فإنّ الوضع في المنطقة يتجه الى مزيد من التأزم والتصعيد، حيث دخلت سورية في نفق مجهول ومخاض طويل من غير المعروف كيفية الخروج منه والنتائج التي سترسم مصير سورية وجزءاً كبيراً من المشهد في المنطقة برمتها». وتشير الجهات الى أن «المسار الذي تسلكه الأمور في سورية منذ سقوط النظام السابق وتسلم النظام الجديد يدلّ بما لا يرقى للشك إلى انّ سورية لن تعيش الأمن والاستقرار بل تسود حالة من الفوضى والتقاتل ربما تمهد للتقسيم او كيانات مستقلة ضمن الدولة السورية». ولفتت الجهات الى أنّ الأحداث السورية تهدد استقرار المنطقة ولا سيما العراق ولبنان فيما الوضع في غزة لن يشهد نهاية للحرب والصراع حتى لو توصلت الأطراف المعنية الى اتفاق لوقف إطلاق النار أو هدنة مؤقتة يجري تمديدها لأن التقدير في «إسرائيل» يؤكد ان الامن الاستراتيجي لـ»إسرائيل» لن يسمح ببقاء حركة حماس وسلاحها يهدد «إسرائيل» في غزة. كما رجحت الجهات ان تتجدد الحرب بين «إسرائيل» وإيران في اي وقت الى جانب تبادل الضربات بين «إسرائيل» واليمن. وبحسب الجهات الأوروبية فإن لبنان سيتعرّض في الاسابيع والاشهر المقبلة الى ضغوط قصوى حتى يسير في المشاريع الخارجية ولن يستطيع مواجهة التطورات الكبيرة وموازين القوى الجديدة في المنطقة.
في غضون ذلك اتخذت الأجهزة الأمنية والعسكرية أقصى درجات الحذر والحيطة لوأد ايّ محاولة لنقل التطورات السورية الى لبنان، وتابع الرؤساء والوزراء المعنيون والقادة الروحيون التطورات وأعطوا التوجيهات في الميدان لمنع تعكير الاستقرار.

وفرضت الأحداث اجتماعاً بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر أمس في قصر بعبدا. وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد من مختلف وجوهها، والتطورات الإقليمية الراهنة. وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون أن يدلي بأي تصريح. وأفيد أن عون وبري وضعا اللمسات الأخيرة على الردّ الأميركي بشأن حصر السلاح، كما تشاورا في سبل درء الخطر الأمني عن البلاد. وتوقعت مصادر دبلوماسية عودة المبعوث الأميركي توماس برّاك الى بيروت نهاية الشهر الحالي لتبلغ الردّ اللبناني.
وكشف رئيس الحكومة نواف سلام أنّ «المبعوث الأميركي توم براك آتٍ إلى لبنان الأسبوع المقبل، والورقة الّتي قدّمها هي مجموعة من الأفكار المتعلّقة بتنفيذ إعلان ترتيبات وقف الأعمال العدائيّة، الّذي تبنّته الحكومة السّابقة، وأكّدت حكومتنا التزام لبنان بها».

وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وأثنى على الدور المسؤول والرصين الذي أدّته المرجعيات الروحية، وفي طليعتها الشيخ أبي المنى، في تهدئة النفوس ووأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي. كما تمّ التأكيد المشترك على أهمية صون وحدة سورية، ورفض أي محاولة لزرع الانقسام بين أبنائها، والتشديد على أن ما يجري خارج حدود لبنان لا ينبغي أن يتحوّل إلى مادة للتأجيج الداخلي.
في إطار ذلك تلقى شيخ عقل الموحدين الدروز سامي ابو المنى اتصالاً هاتفياً من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للتأكيد في رسالة مشتركة على «الأخوّة الإسلامية والوطنية التي تجمع بين الطائفتين الكريمتين السنيّة والدرزية، من علاقات ودّ واحترام وتاريخ طويل من المصير المشترك، وإعتبار الأسى والحزن العميق إزاء ما يحصل في مدينة السويداء من نزف للدماء الزكية بين اخوة في الوطن الواحد ألماً واحداً يصيب الجميع». وأشار شيخ العقل إلى أنه وسماحة المفتي دريان أكدا خلال الاتصال، «رفضهما التام الانجرار وراء أي خطابات تحريضية، وتغطية أي أعمال استفزازية من شأنها أن تؤجج التوتر المذهبي وأن تعطي صورة غير حقيقية عن علاقة الطائفتين بعضهما ببعض». ودعيا إلى «تفادي الوقوع في فخ الفتنة التي يريدها أعداء الإنسانية، في ظل مرحلة عصيبة جداً يغذّي سلبياتها بعض الإعلام بمعلومات خاطئة ومضللة أحياناً كثيرة، الأمر الذي يحتاج من الجميع تغليب صوت العقل والحكمة والصبر والتحلّي بروح المسؤوليّة، لدرء خطر الفتنة وحقناً للدماء». كما شدّدا على «رفض أي تدخلات خارجية واعتداءات تسهم في زعزعة تلك الوحدة».
واقترح الرّئيس السّابق للحزب «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بعد اجتماع استثنائي للهيئة العامّة للمجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدّروز، “وقف إطلاق النّار، من أجل الدّخول في حوار، وهناك من جهة الدّولة السّوريّة، ومن جهة ثانية فاعليّات أو غير فاعليّات في السويداء. والبند الأوّل في وقف إطلاق النّار، هو التّثبيت أنّ جبل العرب في السويداء جزء لا يتجزّأ من سورية”.

من جهتها، أعلنت قيادة الجيش في بيان أن “لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الإسرائيلي، إضافةً إلى تحديات حفظ الأمن في الداخل وضبط الحدود، فضلاً عن التطورات المعقدة في المنطقة”.
وشددت على أنّ الجيش “لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، ويؤكد في الوقت نفسه أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين”.
وفي قصر بعبدا، رأس رئيس الجمهورية جوزاف عون اجتماعاً وزارياً وأمنياً خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

المصدر: صحف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق