نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية.. رسائل شراكة وتنسيق إقليمي لردع الفوضى - كورة نيوز, اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 02:48 مساءً
في توقيت سياسي بالغ الحساسية، جاءت زيارة الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، إلى مدينة العلمين ولقاؤه بنظيره المصري الدكتور بدر عبد العاطي، لتعيد التأكيد على حقيقة ثابتة في المشهد العربي أن القاهرة والرياض تملكان معًا مفاتيح التوازن والاستقرار في المنطقة.
لم يكن اللقاء مجرد تأكيد على عمق العلاقات الثنائية، بل يمكن قراءته كرسالة واضحة بأن التحالف المصري-السعودي يتجه نحو تفعيل أكثر ديناميكية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات العابرة للحدود، من الإرهاب إلى الفوضى المعلوماتية، مرورًا بالأزمات الإقليمية المتشابكة.
حديث الوزيرين عن الزخم المتزايد في العلاقات الثنائية، وتفعيل مجلس التنسيق الأعلى المصري-السعودي، يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو إعادة هندسة منظومة التعاون العربي، ليس فقط على مستوى المصالح الاقتصادية، بل على صعيد بناء موقف سياسي عربي مشترك أكثر تماسكًا وتأثيرًا.
الرد المصري على محاولات بعض المنصات الإلكترونية تشويه العلاقات التاريخية بين القاهرة والرياض لم يكن مجرد توضيح دبلوماسي، بل رسالة سياسية مفادها أن أمن العلاقة بين البلدين هو جزء من أمنهما القومي المشترك، ولن يُسمح بتمرير أي خطاب مشبوه يشكك في تلك الروابط.
تنسيق مواقف في ملفات مشتعلة
القضية الفلسطينية، الأزمة الليبية، الأوضاع في السودان، والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، كلها ملفات حضرت على طاولة الحوار، وهو ما يعكس اتساع دائرة التوافق المصري-السعودي في ملفات لم تعد فقط موضع قلق، بل باتت مهددًا مباشرًا للمنطقة بأكملها.
استعراض مصر لجهودها في غزة، وتأكيدها على احترام سيادة ليبيا، ورفضها لأي تدخلات في الشأن السوداني، يلتقي مع موقف سعودي واضح في دعم الحلول السياسية العربية الخالصة بعيدًا عن أي أجندات خارجية، وهذا التناغم يفتح الباب أمام بلورة محور عربي راشد يقف في وجه مشاريع التقسيم والتخريب.
سوريا والعودة إلى مربع السيادة
في موقف لافت، أدان الوزيران العدوان الإسرائيلي الأخير على دمشق، مؤكدين أن السيادة السورية ليست محل تفاوض، وأن احتلال الجولان هو جرح مفتوح في الضمير العربي. هذه الإدانة المزدوجة تكشف عن عودة تدريجية إلى خطاب عربي عقلاني يتبنى مواقف مبدئية دون مزايدة، ويستند إلى الشرعية الدولية كقاعدة للتحرك.
لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية كان أكثر من مجرد اجتماع بروتوكولي، كان عرضًا سياسيًا لعمق التفاهمات، ومشهدًا يعكس حجم التنسيق بين بلدين يدركان أن عليهما مسؤولية الحفاظ على الاستقرار العربي وسط بحر متلاطم من الأزمات.
وإذا كانت القاهرة والرياض تنجحان اليوم في بناء نموذج متماسك من التعاون، فربما يكون هذا هو المفتاح الحقيقي لاستعادة البيت العربي من الداخل بثبات ورؤية وبُعد نظر.
0 تعليق