في خطوة تحمل مؤشرات قوية على قرب التوصل إلى تسوية مؤقتة للنزاع المستعر في قطاع غزة، قدّمت كل من قطر ومصر والولايات المتحدة مقترحاً محدّثاً إلى إسرائيل وحركة حماس يتضمن هدنة تمتد لستين يوماً، إلى جانب صفقة تبادل أسرى تدريجية وانسحاب مرحلي للقوات الإسرائيلية من القطاع، ما يفتح الباب أمام تهدئة طال انتظارها بعد شهور من القتال.

تحركات دبلوماسية حثيثة لتسوية النزاع المستعر فى غزة

أفادت وسائل إعلام نقلا عن مصادر مطلعة، الخميس، أن المقترح الجديد تم تقديمه للطرفين يوم الأربعاء الماضي، وهو نسخة محدثة من خطة سابقة لوقف إطلاق النار، أُعيدت صياغتها بالتنسيق مع الوسطاء الثلاثة بهدف تجاوز العقبات التي حالت دون إنجاح المبادرات السابقة.

المصدران أكدا أن المقترح يشمل تنازلات إسرائيلية اعتُبرت مهمة، ما يُعزز التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب. 
وأوضحا أن المفاوضات، التي استؤنفت في الدوحة خلال الأيام العشرة الماضية، شهدت تقدماً لافتاً وتجاوزاً لبعض النقاط الخلافية.

خرائط جديدة وتنازلات إسرائيلية

وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، فقد عرض الوفد الإسرائيلي خلال اجتماع ثلاثي مع المفاوضين القطريين والمصريين خرائط جديدة تعكس مرونة في الموقف الإسرائيلي، ما وصفه الوسطاء بـ"تقدم كبير" في مجريات التفاوض.

ووفقاً لمصدر تحدث للصحيفة، لم يعد التركيز منصباً على ممر "موراج" كما كان في السابق، بل تحوّل النقاش إلى الوجود العسكري الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي القطاع، حيث يُتوقع أن تنسحب القوات تدريجياً في حال سريان الاتفاق.

تفاصيل مسودة اتفاق غزة

هيئة البث الإسرائيلية كشفت عن أبرز بنود مسودة الاتفاق، والتي تشمل وقفاً شاملاً للعمليات العسكرية وتدفق المساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق سراح 28 محتجزاً إسرائيلياً خلال فترة الهدنة، بينهم 10 أحياء و18 جثماناً.

تنص المسودة على تنفيذ الصفقة وفق جدول زمني محدد:

اليوم الأول: الإفراج عن 8 محتجزين أحياء

اليوم السابع: تسليم 5 جثامين

اليوم الثلاثون: تسليم 5 جثامين أخرى

اليوم الخمسون: إطلاق سراح محتجزين اثنين أحياء

اليوم الستون: تسليم 8 جثامين أخيرة

كما تلزم حركة حماس بتقديم معلومات عن باقي المحتجزين في اليوم العاشر من بدء الهدنة، بينما تقدم إسرائيل بيانات عن أكثر من 2000 معتقل فلسطيني من غزة، جرى اعتقالهم إدارياً منذ بدء الحرب.

تبادل أسرى وتخفيف الإجراءات الجوية

الاتفاق يشمل أيضاً إفراجاً إسرائيلياً عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المصنفين ضمن السجناء الأمنيين، إلى جانب التزام بوقف جميع العمليات العسكرية فور دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، وتعليق حركة الطيران فوق القطاع لمدة 10 ساعات يومياً، ترتفع إلى 12 ساعة خلال أيام تبادل المحتجزين.

رسائل أميركية متفائلة

من جهته، أعرب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله حيال تقدم المفاوضات، مؤكداً أن المحادثات تمضي بشكل جيد. 
كما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هناك أخباراً سارة بشأن غزة، موجهاً شكره للمبعوث ويتكوف خلال مناسبة رسمية في العاصمة واشنطن.
تُشير المؤشرات القادمة من الدوحة وواشنطن وتل أبيب إلى أن المنطقة تقترب من محطة مفصلية قد تُنهي أشهراً من التصعيد الدموي في غزة، ورغم أن التحديات لا تزال قائمة، فإن المقترح الحالي يمثل فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح وفتح مسار نحو حلّ مرحلي يعيد شيئاً من الهدوء إلى المنطقة المنهكة.