معرض "ثمانية وعشرون" في الرياض

في قلب العاصمة الرياض، يستضيف مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية معرض 'ثمانية وعشرون'، الذي يُعد منصة معرفية وتفاعلية تُبرز جمال اللغة العربية بوصفها لغة حضارة وهوية، وتمزج بين الأصالة والحداثة في تجربة ثرية تربط الزائر بموروثه الثقافي واللغوي.

المعرض يروي رحلة تطور اللغة العربية عبر أربع قاعات رئيسية في الطابق الأول، تبدأ بـ قاعة الجذور، التي تعرض المعلقات السبع ومخارج الحروف، وقاعة النماء، التي تسلط الضوء على تأثير القرآن الكريم وحركة التأليف، وقاعة الامتداد، التي توثق الأثر العربي في الفن والمعمار والموسيقى، وتنتهي بـ قاعة الاعتزاز، حيث تتجلى مكانة اللغة في المؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة.

تصميم فني يعكس الثقافة السعودية

يرفع المعرض شعار 'شمس العربية تُشرق من السعودية'، وتبدأ الرحلة من مدخل صمم بعناية، مزين بعبارات تُظهر جمال العربية، وتُحاكي الثقافة البصرية للمملكة، ما يخلق ارتباطًا وجدانيًا عميقًا بين الزائر واللغة.

يضم المعرض عددًا من المحطات المهمة، منها مجلس العربية، والنخلة كرمز تراثي، والسمعيات التي تقدم نماذج من الشعر والغناء العربي، إضافة إلى منتجات المجمع التفاعلية، وقاعة الضيف، والاستبيان التفاعلي الذي يشجع الزوار على التعبير عن رؤيتهم للغة.

برامج وورش لتعزيز الاعتزاز باللغة

يوفر المعرض ورشًا تدريبية، وعروضًا مرئية وتجارب تفاعلية مصممة لتعزيز الوعي باللغة العربية وقيمتها المعرفية والتاريخية. كما يضم المعرض جدارية تصوير ومتجر هدايا، لإثراء تجربة الزائر من مختلف النواحي.

يشير المعرض إلى أن العربية لم تكن فقط وسيلة للتخاطب، بل كانت ولا تزال أداة لصناعة الفكر والعلم والفلسفة والأدب، مما جعلها محل اهتمام المستشرقين والباحثين عالميًا، وأدى إلى توسّع تعلمها والاعتراف بها في المنظمات الدولية.

يختتم المعرض رحلته برسالة ملهمة تدعو الزائر إلى استخدام اللغة العربية في حياته اليومية، والإيمان بقدرتها على مواكبة العصر، والتعبير عن الأفكار بأسمى أشكال البلاغة والفصاحة.