فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بار، أمس، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الترويكا الأوروبية، ستقوم بتفعيل آلية «سناب باك» للعودة التلقائية لعقوبات الأمم المتحدة على إيران بحلول نهاية أغسطس، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي قبل ذلك، دعت إيران منظمة شنغهاي للتعاون إلى اتخاذ موقف سياسي واضح وداعم ضد ما وصفته بالعدوان العسكري والإرهابي المنسق الذي شنّته كل من إسرائيل والولايات المتحدة ضد أراضيها في يونيو الماضي، مطالبةً بتفعيل دور المنظمة في مواجهة التهديدات الإقليمية والتدخلات الخارجية.وأجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مشاورات مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف، والصيني وانج يي، حول سبل منع الترويكا الأوروبية من تفعيل آلية «سناب باك»، للعودة التلقائية إلى العقوبات الأممية بموجب الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي»، عن لافروف قوله في مستهل اللقاء: «لدينا فرصة لمناقشة بعض القضايا التي تتطور بسرعة كبيرة».

وبعد اللقاء، أوضح لافروف، في مؤتمر صحافي، أنه ناقش مع عراقجي «الحل السلمي للأزمة الإيرانية»، مضيفاً أن نظيره الإيراني لم «يطلب منا المساعدة في استعادة بنية بلاده التحتية المدمرة جراء الضربات الإسرائيلية والأمريكية».

من جهته، قال جان نويل بارو للصحافيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «فرنسا وشركاؤها... لديهم ما يبرر إعادة تطبيق الحظر العالمي على الأسلحة والبنوك والمعدات النووية الذي كان قد تم رفعه قبل 10 أعوام. من دون التزام قوي وملموس وموثوق من إيران، سنفعل ذلك بحلول نهاية أغسطس على أقصى تقدير».

وحذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، من أن تفعيل الآلية يمثل «إجراءً عدائياً يفتقر إلى الأساس القانوني»، متهماً الأوروبيين بخرق التزاماتهم. ولوح برد متناسب إذا أقدمت القوى الأوروبية على الخطوة.

وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن طهران تسعى لإقناع موسكو وبكين بإعلان انسحابهما من الاتفاق النووي، وهو ما قد يمنحهما أساساً قانونياً داخل مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي محاولة لإعادة فرض العقوبات.

ونددت وزارة الخارجية الروسية، الأحد، بتقرير يفيد بأن الرئيس فلاديمير بوتين حضّ إيران على القبول باتفاق نووي لا يُسمح لها بموجبه بتخصيب اليورانيوم سعت واشنطن إلى إبرامه، وعَدَّته «افتراء».

ورغم أن موسكو تؤيد حق إيران في التخصيب علناً، فإن بوتين تبنى موقفاً أشد صرامة في الجلسات الخاصة عقب الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران.

ومنذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وطدت طهران علاقاتها مع موسكو من خلال اتفاق إستراتيجي مدته 20 عاماً، وكذلك مع بكين التي تشتري ما يصل إلى 90 في المائة من صادرات النفط الإيراني.

وكتب عراقجي: «منظمة شنغهاي للتعاون تنفتح تدريجياً على الساحة العالمية، بمعنى أنها تتجاوز الساحة الإقليمية تدريجياً، ولديها عدد من القضايا المختلفة على جدول أعمالها، بما يشمل المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية».