لقاء غير مسبوق في باكو: مسؤول سوري يجتمع بإسرائيلي لمناقشة التصعيد العسكري جنوب سوريا - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لقاء غير مسبوق في باكو: مسؤول سوري يجتمع بإسرائيلي لمناقشة التصعيد العسكري جنوب سوريا - كورة نيوز, اليوم السبت 12 يوليو 2025 11:16 مساءً

في تطور لافت قد يُعيد خلط أوراق التوتر في المنطقة، كشفت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن مصدر دبلوماسي مطّلع، عن انعقاد لقاء مباشر نادر بين مسؤولين من سوريا وإسرائيل، جرى السبت في العاصمة الأذربيجانية باكو، وذلك على هامش زيارة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان.

ورغم حساسية الحدث وغياب الإعلان الرسمي من دمشق وتل أبيب، فإن هذه المحادثات تشير إلى مرحلة جديدة من التواصل، ربما تهيئ الأرضية لتحولات سياسية وأمنية في جنوب سوريا، الذي يشهد حضوراً إسرائيلياً غير مسبوق منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.

لقاء غير معلن بين خصمين تاريخيين

أفاد المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن اللقاء تم بعيداً عن الإعلام، بين مسؤول سوري رفيع وآخر إسرائيلي، دون مشاركة الرئيس السوري نفسه في الاجتماع.
وقال المصدر: "المحادثات تركزت على الوجود الإسرائيلي المستحدث في الجنوب السوري، بعد سقوط نظام الأسد منذ أكثر من سبعة أشهر".

وأضاف أن الطرفين ناقشا سبل احتواء التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة، خاصة بعد توغّل القوات الإسرائيلية في مناطق سورية حساسة.

المفاوضات تعود إلى الواجهة

وعلى الرغم من عدم اعتراف دمشق علنًا بهذه المحادثات، فإنها سبق أن أقرت في وقت سابق من هذا العام بوجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، هدفها حسبما صرّحت وقف الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المتكررة، والعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، والتي تنص على وقف العمليات القتالية، وتشكيل منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة.

كما أعلنت سوريا مطلع يوليو استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة في هذا السياق، وهو ما عدّه مراقبون مؤشراً على رغبة حقيقية في تهدئة الجبهة الجنوبية، خصوصاً في ظل التغيرات الإقليمية وتراجع التوترات في بعض ملفات الشرق الأوسط.

إسرائيل: انفتاح مشروط ومصالح متقاطعة

في الجانب الآخر، كان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد صرّح مؤخراً بأن تل أبيب منفتحة على تطبيع العلاقات مع كل من سوريا ولبنان، لكن دمشق سارعت إلى نفي استعدادها لتوقيع اتفاق سلام، ووصفت هذه التصريحات بأنها سابقة لأوانها، وفق ما نقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر حكومي.

وبرغم النفي العلني، فإن تسريبات متعددة تشير إلى أن بعض القنوات الخلفية لا تزال فاعلة، خاصة في ظل الاهتمام الأميركي الكبير بإعادة ضبط العلاقات السورية الإسرائيلية، واحتواء التوترات قبل أن تتسع.

زيارة اقتصادية تغلّف اللقاء السياسي

اللقاء السياسي جاء بالتوازي مع زيارة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأذربيجانية، التقى خلالها الرئيس إلهام علييف، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ توليه السلطة.
وأعلنت أذربيجان عن توقيع اتفاقيات اقتصادية مهمة مع دمشق، من بينها البدء في تصدير الغاز إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وهو ما اعتبره مراقبون جزءاً من صفقة أوسع قد تشمل أبعاداً سياسية وأمنية.

مرحلة اختبار نيات وحسابات دقيقة

رغم عدم الاعتراف العلني، فإن انعقاد هذا اللقاء في باكو يشير إلى تحوّل مهم في تعاطي الطرفين مع الملف الأمني الحدودي، وربما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من التفاهمات التي تبتعد عن ضجيج الشعارات، وتقترب من منطق المصالح الواقعية.

وفيما لا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسمياً منذ عام 1948، فإن المتغيرات الإقليمية وتبدّل التوازنات بعد سقوط الأسد، تضع الطرفين أمام اختبارات جدية، إما للذهاب نحو تسوية تدريجية أو البقاء في دائرة الانفجار المؤجل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق