في تصعيد جديد للهجمات البحرية في البحر الأحمر، أعلنت شركة "كوزموشيب مانجمنت" اليونانية، عن مقتل أحد أفراد طاقم سفينة الشحن "إترنيتي سي" وفقدان أربعة آخرين، وذلك بعد أيام من تعرض السفينة لهجوم عنيف شنّته جماعة الحوثي باستخدام طائرات وزوارق مسيّرة. 
الحادث الذي أسفر عن غرق السفينة بالكامل، يعد من أخطر الهجمات البحرية التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر منذ بداية النزاع في الممرات الملاحية الحيوية.

تفاصيل الهجوم وبيان الشركة المشغلة

قالت الشركة المالكة والمشغلة للسفينة، والتي تتخذ من اليونان مقراً لها، إنها فقدت الاتصال بأربعة من أفراد الطاقم بعد الهجوم، وأكدت مقتل أحد البحارة. 
كما أوضحت أن عشرة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين، مشيرة إلى أنها تعمل عبر قنوات متعددة للتحقق من تقارير الحوثيين التي تفيد بانتشال بعض أفراد الطاقم بعد غرق السفينة يوم الأربعاء في البحر الأحمر.

وأضافت الشركة أنها على تواصل دائم مع أسر الضحايا والمفقودين، وتقوم بتحديثهم بالمستجدات أولاً بأول، 
كما طلبت من السفن المجاورة في المنطقة المشاركة في جهود البحث والإنقاذ.

المهمة الأوروبية أسبيدس تؤكد عمليات الإنقاذ

وفي سياق متصل، أعلنت المهمة البحرية الأوروبية أسبيدس، الخميس، أن عدد أفراد طاقم السفينة الذين تم إنقاذهم حتى الآن بلغ عشرة، من بينهم ثمانية فلبينيين، هندي واحد، وحارس أمن يوناني.
وأشارت إلى أن ثلاث عمليات إنقاذ جرت وأن التنسيق مستمر مع الجهات الدولية للمساعدة في جهود الإغاثة.

وبحسب المهمة، ما يزال مصير 11 من أفراد الطاقم مجهولاً، مع ورود تقارير تتهم الحوثيين باختطاف بعض الناجين، وهو ما أثار مخاوف متزايدة بشأن مصيرهم.

الاتهامات المتبادلة بين الحوثيين والولايات المتحدة

اتهمت الولايات المتحدة جماعة الحوثي باختطاف عدد من أفراد الطاقم، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم دون شروط. 
وفي المقابل، اعترف المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، بتنفيذ الهجوم، زاعماً أن قواته أنقذت عدداً من البحّارة ووفرت لهم المساعدة بعد غرق السفينة.

هذا التناقض بين الروايات يزيد الغموض حول مصير المفقودين، ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات إنسانية وأمنية متزايدة في واحد من أكثر الممرات البحرية حساسية على مستوى العالم.

تصاعد التهديدات في البحر الأحمر

يُعد غرق "إترنيتي سي" رابع حادثة من نوعها منذ أن كثّفت جماعة الحوثي هجماتها ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث تستهدف الجماعة سفناً يُعتقد بأنها ترتبط بإسرائيل أو تخدم مصالح دول معادية لها في النزاع الإقليمي الدائر.

وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من تصعيد النزاع البحري واتساع رقعته، خاصة مع التورط المباشر لدول كبرى مثل الولايات المتحدة، ما يهدد الملاحة التجارية الدولية ويضع أمن الطاقة العالمي على المحك.

حادثة غرق سفينة "إترنيتي سي" تسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في البحر الأحمر، وتفتح الباب أمام سلسلة من التحديات الإنسانية والدبلوماسية المعقدة. 
وبينما تستمر جهود البحث عن المفقودين، تزداد الدعوات الدولية لضبط النفس، وضمان سلامة الملاحة الدولية، وإنهاء استخدام السفن كرهائن في صراعات سياسية وعسكرية.