نشر في تونسكوب يوم 09 - 07 - 2025

تشهد ولاية القصرين، المعروفة بإنتاجها الوفير لفاكهة "الهندي" (التين الشوكي)، تراجعًا مقلقًا في محصول هذا الموسم نتيجة الانتشار السريع للحشرة القرمزية، وهو ما ينذر بخسائر فادحة للفلاحين والاقتصاد المحلي.
وأوضح محمد الهاشمي الفالحي، عضو الاتحاد الجهوي للفلاحة بالقصرين، في مداخلة إذاعية على موجات "ديوان أف أم"، أن هذه الحشرة الغازية بدأت تظهر في ولايات مجاورة مثل القيروان وسيدي بوزيد، وامتدّ ضررها العام الماضي إلى بعض معتمديات القصرين، قبل أن تنتشر هذا العام بشكل شبه كامل في مناطق الإنتاج الأساسية مثل تالة وزلفان.
وأضاف أن فاكهة الهندي تُعد من أبرز المحاصيل التي تعتمد عليها العائلات الريفية في دخلها، مشيرًا إلى أن القصرين تُعد من الولايات الأولى وطنيًا في إنتاج هذه الفاكهة، حيث سجلت في المواسم الماضية إنتاجًا تجاوز 250 ألف طن. إلا أن هذا الرقم تراجع إلى حدود 150 ألف طن في السنة الماضية، ومن المتوقع أن يتقلص أكثر خلال الموسم الحالي بسبب الآفة التي تهدد بإتلاف أعداد كبيرة من الأشجار.
وأشار الفالحي إلى أن تدخلات المندوبيات الجهوية للفلاحة والسلط المحلية لم تكن كافية للحد من انتشار الحشرة، واصفًا الجهود الحالية ب"الترقيعية" وغير الجذرية. ولفت إلى غياب الإمكانيات اللوجستية الكافية مثل وسائل النقل والمواد المعقّمة، وهو ما يعيق سرعة التدخلات الميدانية.
كما دعا الفالحي إلى تفعيل دور الفلاحين في الإبلاغ المبكر عن بؤر الإصابة، وتشديد المراقبة على تنقل الحيوانات التي يُشتبه في دورها بنقل الحشرة القرمزية من منطقة إلى أخرى، مطالبًا بتكثيف حملات التوعية وتوفير الدعم المادي واللوجستي الكافي لإنقاذ ما تبقى من المساحات المنتجة.
وختم بالقول: "فاكهة الهندي ليست مجرد فاكهة صيفية، بل هي مورد رزق لمئات العائلات ومصدر عملة صعبة عبر التصدير. إنقاذ هذا القطاع هو إنقاذ لاقتصاد الجهة وكرامة فلاحها".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.