اتخذ  وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، قرار بتعليق شحنة المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، بدون علم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا القرار

هيجسيث يوقف مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بدون علم ترامب

ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في الثامن من يوليو نقلا عن خمسة مصادر لم تكشف عنها أن هيجسيث وافق على وقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا في أوائل يوليو دون إخطار البيت الأبيض.

وحزمة المساعدات العسكرية التى تمت الموافقة عليها في الثاني من يوليو، تضمنت حزمة صواريخ باتريوت الاعتراضية، وقذائف مدفعية عيار 155 ملم، وصواريخ هيلفاير، وصواريخ ستينجر وإيه آي إم جو-جو، وذخائر رئيسية أخرى.

وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز"، فإن بعض الأسلحة وصلت بالفعل إلى بولندا وكانت في طريقها إلى كييف عندما تم إيقاف الشحنة.

وفي الرابع من يوليو، عند سؤال ترامب عن تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي تعليق، قائلاً: "لم نوقف الشحنات. نحن نقدم أسلحة".

صدمة لصناع القرار الأمريكي

أفادت التقارير أن هذه الخطوة فاجأت مسؤولي الأمن القومي ووزارة الخارجية والكونجرس وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا. ووفقًا لشبكة CNN ، لم يتشاور هيجسيث مع وزير الخارجية ماركو روبيو أو المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوج قبل اتخاذ القرار. ويُقال إن كلا المسؤولين علم بالتوقف من تقارير إعلامية.

وتشير التقارير إلى أن قرار هيجسيث جاء بناء على توصية من وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية إلبريدج كولبي، وهو منتقد قديم للمساعدات واسعة النطاق المقدمة لأوكرانيا.

ووافق نائب وزير الدفاع ستيف فاينبرج على اقتراح كولبي قبل أن يُصدّق هيجسيث عليه نهائيًا. وأفادت مصادر لشبكة CNN أن هيجسيث، الذي لا يشغل حاليًا  يعتقد أن هذه الخطوة تتماشى مع أولويات ترامب "أمريكا أولًا".

يأتي ذلك فيما صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، لشبكة CNN بأن القرار جاء في إطار مراجعة البنتاجون "لضمان توافق جميع الدعم المُقدم للدول الأجنبية مع المصالح الأمريكية". وأكدت أن ترامب أمر منذ ذلك الحين باستئناف الشحنات، وأنه "يثق ثقة كاملة بوزير الدفاع".

جاء التأجيل قبل أيام من إحدى أعنف الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا هذا العام. وفي 4 يوليو، أسفرت غارات روسية عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 23 آخرين في كييف، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تجديد دعواته لتوفير أنظمة دفاع جوي إضافية. ووصف أنظمة باتريوت الأمريكية بأنها "حماة حقيقيون للحياة".

خلصت مراجعة عسكرية أمريكية رفيعة المستوى إلى أن شحنة الأسلحة لن تُعرّض الجاهزية العسكرية الأمريكية للخطر. وذكرت شبكة إن بي سي نيوز أنه على الرغم من انخفاض مخزونات بعض الذخائر الدقيقة، إلا أنها لا تزال أعلى من الحدّ الحرج.

وقال آدم سميث، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "هذا التبرير مُخادع" . وقد راجع موظفوه أرقام البنتاجون ولم يجدوا أي استنزاف للمخزونات على مستوى الطوارئ.

وفي الثامن من يوليو، تحدثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس عن هذا الارتباك، قائلة إن التوقف لا ينبغي تفسيره على أنه تحول في السياسة.

وقالت بروس: "نظل أكبر داعمي أوكرانيا . نهتم بهؤلاء الأشخاص. نحرص على ضمان حصولهم على ما يحتاجونه". وأكدت استئناف تسليم الأسلحة.