تسهيلات وامتيازات للمؤثرين وتهميش للمهنيين.. انفتاح جامعة "لقجع" على "صناع المحتوى" يثير جدلا واسعا - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسهيلات وامتيازات للمؤثرين وتهميش للمهنيين.. انفتاح جامعة "لقجع" على "صناع المحتوى" يثير جدلا واسعا - كورة نيوز, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 06:23 مساءً

لا شك أن المتتبع المغربي، لاحظ خلال الفترات الأخيرة، تحولًا لافتًا في استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي دخلت في ما يشبه خطة تسويقية واسعة النطاق تروم الترويج لصورة كرة القدم المغربية على الصعيد العربي والدولي. 

أبرز ملامح هذه الخطة تتجسد في الاستعانة بعدد كبير من المؤثرين العرب والأجانب، ممن أصبحوا يحظون باهتمام كبير من قبل الجامعة، التي لا تتوانى في أن تفتح لهم الأبواب على مصراعيها في كل التظاهرات والمناسبات.

في مقابل ذلك، يرى عدد من المتابعين للشأن الكروي أن سياسة التسويق الجديدة التي تعتمدها جامعة "لقجع" ستكبدها دون شك ميزانيات ضخمة، وهو ما يثير تساؤلات متزايدة حول أولويات الجامعة الحقيقية. إذ يتساءل هؤلاء عما إذا كانت الجامعة بحاجة فعلًا إلى هذه الحملات الإعلانية المكلفة، خاصة وأن الإنجازات الرياضية الأخيرة للمغرب، وعلى رأسها بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2022، كانت وحدها كافية لإثارة اهتمام العالم وإبراز "الظاهرة المغربية" في كرة القدم بشكل واضح وملموس.

ووفق ذات المهتمين دائما، يبدو أن جامعة "لقجع" باتت اليوم تعول على بناء "صورة افتراضية" لامعة لكرة القدم الوطنية، تستند أساسًا على تغطية المؤثرين وصناع المحتوى الذين يُمنحون كافة التسهيلات، من الإقامة والتنقل إلى التصوير والوصول إلى الملاعب وأروقة الجامعة. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه عدد كبير من الصحفيين الرياضيين المغاربة من عراقيل متكررة، سواء في الوصول إلى المعلومة أو حتى في الحصول على اعتماد لحضور تظاهرات رياضية تنظمها الجامعة ببلادنا.

في سياق متصل، يشدد ذات المتابعين على أن التحول من الصحفي المتخصص إلى "اليوتيوبر" و"المؤثر" في تغطية شؤون الكرة الوطنية يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل مهنة الصحافة الرياضية في المغرب. فهل يمكن اعتبار هذا التوجه تجديدًا في أدوات التواصل، أم هو تفريط ممنهج في المهنية والمعرفة مقابل "الترند" والتفاعل الرقمي؟

ويرى عدد من المتابعين والمهنيين أن الجامعة، بانفتاحها المبالغ فيه على فئة المؤثرين، تهدر فرصة بناء علاقة مؤسساتية رصينة مع الإعلام الوطني، الذي ظل – رغم الانتقادات – رافعة أساسية في دعم المنتخبات الوطنية وإيصال صوت الكرة المغربية داخليًا وخارجيًا.

من جهة أخرى، يتساءل البعض: هل فعلاً المغرب في حاجة إلى هذا النوع من الحملات التسويقية؟ فبالنظر إلى الطفرة التي حققها المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها الإنجاز التاريخي في مونديال قطر، والذي أدخل المغرب في مصاف القوى الكروية العالمية، يبدو أن البلاد لا تحتاج إلى "وساطة المؤثرين" لتعريف العالم بمنتخباتها ونجومها.

فنجوم من طينة أشرف حكيمي، ياسين بونو، حكيم زياش، و إبراهيم دياز..، صاروا وجوهًا عالمية يعرفها عشاق الكرة في كل القارات. كما أن الأندية المغربية والبطولات القارية التي أحرزتها في السنوات الأخيرة، لعبت دورًا محوريًا في ترسيخ الحضور المغربي في الساحة الكروية.

في نهاية المطاف، لا يمكن إنكار أهمية الصورة والترويج في العصر الرقمي، لكن صورة بدون مضمون حقيقي أو بدون إعلام مهني يرافقها وينتقدها ويقوّمها، تبقى ناقصة وسريعة الذبول. فهل تُعيد الجامعة حساباتها لخلق توازن حقيقي بين المهنية والإشهار، أم أنها ماضية في صناعة "حكايات وردية جميلة" على حساب الحقيقة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق