كشف نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي، والباحث في العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ"تحيا مصر"، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبع نهجًا أحاديًا يهدد استقرار النظام العالمي، من خلال فرض سياسات انعزالية وشروط أمريكية صارمة تخدم فقط مصالح واشنطن.

وأوضح العابد من خلال تصريحاته أن تهديدات ترامب المتكررة بفرض رسوم جمركية جديدة، وتصريحاته العدائية بشأن فرض عقوبات على الدول المنضمة إلى تكتلات اقتصادية كـ"بريكس"، تعكس توجهًا خطيرًا نحو تقويض التعاون الدولي وتهميش المؤسسات متعددة الأطراف.

دعوة لتأسيس نظام عالمي جديد بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية

وأوضح المحلل السياسي، نعمان  أن الوقت قد حان لتبني رؤية جديدة للعلاقات الدولية، قائلًا:"بات من الضروري والملح التفكير في إنشاء نظام دولي جديد، قائم على التعددية والاحترام المتبادل، وبعيد كل البعد عن سياسات الهيمنة التي يتبعها ترامب."

وأضاف العابد،  لتحيا مصر، أن استمرار واشنطن في فرض إرادتها الاقتصادية والسياسية على الدول الأخرى لن يؤدي إلى تحقيق الأمن أو الاستقرار، بل سيعمّق الانقسامات ويقود إلى مزيد من الأزمات العالمية.

إشادة بالدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس السيسي

وفي سياق متصل، أشاد العابد بـالسياسة الحكيمة التي ينتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم، معتبرًا إياها نموذجًا للتوازن والاتزان في العلاقات الخارجية.

وصرح قائلًا: "الرئيس السيسي اختار طريق التنوع والانفتاح في العلاقات الدولية، سواء على مستوى الاقتصاد أو التسليح أو التعاون الدبلوماسي، دون الارتهان لطرف واحد، وهو ما منح مصر مكانة إقليمية ودولية مرموقة."

وأشار العابد  إلى أن مصر لم تعد تعتمد فقط على علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، بل باتت تمتلك شبكة شراكات قوية مع العديد من الدول الكبرى مثل الصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي.

تعاون مصري-صيني مرتقب يعكس ثمار السياسات المتوازنة

وكشف العابد في تصريحاته الخاصة " عن وجود زيارات مرتقبة لمسؤولين صينيين رفيعي المستوى إلى القاهرة، وربما تتوج بـزيارة مرتقبة للرئيس الصيني خلال الفترة المقبلة.

وقال: "ثمرة التعاون المصري مع الصين وعدد من الدول الآسيوية بدأت تتجلى على الأرض، ليس فقط في الاقتصاد، بل في نقل التكنولوجيا، وتطوير البنية التحتية، والمشروعات الاستراتيجية المشتركة."

بين تهديدات الهيمنة وصعود التوازن المصري

جدير بالذكر أن التغيرات المتسارعة في النظام الدولي تدفع العديد من الدول إلى إعادة تقييم علاقاتها وتحالفاتها، في وقت بات فيه النهج الأحادي مرفوضًا من القوى الصاعدة.

وفي ظل هذا المشهد، تبرز السياسة المصرية كنموذج لعقلانية التحرك، والاعتماد على بناء علاقات متعددة تحقق التوازن وتحفظ الاستقلال الوطني، وهي سياسة بدأت تثمر على المستويين الإقليمي والدولي، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.