شهدت منطقة وسط القاهرة حالة طوارئ بعد اندلاع حريق هائل داخل مبنى سنترال رمسيس التاريخي، الأمر الذي استدعى تدخلًا عاجلًا من قوات الحماية المدنية والأجهزة الأمنية، وسط انتشار كثيف لألسنة اللهب والدخان المتصاعد من الطوابق العليا.

وقامت الإدارة العامة لمرور القاهرة بإغلاق الاتجاه القادم من الزمالك إلى مدينة نصر أعلى كوبري 6 أكتوبر، تحديدًا من أعلى التحرير، وذلك لتمركز سيارات الإطفاء التي تكافح الحريق، في ظل توقف تام للحركة المرورية بشارع رمسيس. ودُفعت وحدات مرورية إضافية لتسيير الحركة في المناطق المحيطة وتحويل المسارات.

ودفعت الحماية المدنية بـ10 سيارات إطفاء وخزاني مياه، إلى جانب سيارتي سلالم هيدروليكية، لمحاصرة النيران المشتعلة التي تجددت في أحد المكاتب بالطابق السابع، وامتدت لاحقًا إلى مكاتب أخرى بفعل تكدس الأوراق والأخشاب داخل المبنى.

وأكدت مصادر أمنية أن الحريق لم يسفر عن أي وفيات حتى الآن، بينما أُصيب 7 أشخاص بينهم اثنان من رجال الشرطة بحالات اختناق، تلقوا جميعهم الإسعافات الأولية داخل سيارات الإسعاف المتواجدة بمحيط الحادث.

وأوضحت التحريات الأولية أن الحريق اندلع في مكاتب إدارية بالطابق السابع، وانتقلت النيران بسرعة إلى طوابق أعلى نتيجة اشتعال محتويات المكاتب، لتخرج ألسنة اللهب من النوافذ وأسقف المبنى بشكل كثيف.

وأخلت الأجهزة الأمنية مبنى السنترال بالكامل من الموظفين والمتواجدين لحمايتهم من خطر الاختناق، كما فُصل التيار الكهربائي والغاز كإجراء احترازي لتأمين موقع الحريق.

وشهد الموقع حضور اللواء طارق راشد، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، لمتابعة سير عمليات الإطفاء والوقوف على الإجراءات المتخذة في ظل خطورة الموقف، فيما تواصل قوات الحماية المدنية جهودها المستمرة للسيطرة الكاملة على الحريق ومنع امتداده إلى باقي أرجاء المبنى الأثري.

وتُجري الأجهزة المختصة تحقيقاتها لمعرفة أسباب اندلاع الحريق وملابساته، وسط ترقب لتقرير المعمل الجنائي حول حجم التلفيات والخسائر.