تعتبر آلام العمود الفقري من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا، فهي تؤثر على الراحة وسلامة العظام، وغالبًا ما تتركز هذه الآلام في منطقتي أسفل الظهر والعنق، وتتراوح شدتها من مجرد إزعاج إلى ألم حاد يعيق الحركة، مما يستدعي البحث عن حلول فعالة للتخفيف منها، والحفاظ على صحة العمود الفقري .

وفقًا لتقرير نشرته الجمعية الأمريكية للعمود الفقري (aans)، هناك عدة أسباب شائعة لهذه المشكلة، والتي يجب معرفتها لتجنبها قدر الإمكان .

الأسباب الشائعة لآلام العمود الفقري

الإجهاد العضلي: يحدث نتيجة رفع الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة أو القيام بحركات مفاجئة، مما يؤدي إلى تمزق أو تمدد غير طبيعي في الألياف العضلية .

الالتواءات في الأربطة: تحدث هذه الالتواءات عندما تتمدد الأشرطة الليفية التي تربط العظام ببعضها بشكل مفرط، وعادة ما تكون نتيجة للانحناءات الحادة أو الالتواءات القسرية .

الضغط المتكرر: هو الإجهاد اليومي الذي يتراكم على العضلات والمفاصل بسبب الجلوس الخاطئ أو القيام بأنشطة متكررة دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة .

الضعف العضلي: عدم وجود دعم كافٍ من العضلات المحيطة بالفقرات يجعل العمود الفقري أكثر عرضة للضغط والألم .

الانزلاق الغضروفي: يحدث عندما يخرج جزء من القرص الفقري عن مكانه الطبيعي، مما يضغط على الأعصاب المجاورة .

تقدم العمر: التغيرات الطبيعية التي تصاحب التقدم في السن، مثل تآكل الأقراص أو ضعف العظام، تساهم في ظهور الألم المزمن .

الجدير بالذكر أن هذه الأسباب قد تتفاعل مع بعضها البعض، مما يزيد من احتمالية ظهور آلام الظهر، ولهذا السبب، من الضروري فهم هذه العوامل واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحفاظ على صحة العمود الفقري .

الأعراض المرتبطة بآلام العمود الفقري

تيبس في منطقة أسفل الظهر أو العنق، مما يجعل الحركة أو الانحناء أو الجلوس لفترات طويلة أمرًا صعبًا .

تشنجات عضلية قد تظهر أثناء الراحة أو عند بذل مجهود بسيط .

ألم مستمر يمتد من الظهر إلى الساقين أو الذراعين، وقد يصاحبه شعور بالوخز أو التنميل .

ضعف ملحوظ في حركة الأطراف السفلية، خاصةً القدرة على المشي باستخدام الكعب أو أطراف الأصابع .

تفاقم الأعراض عند الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، وأحيانًا أثناء النوم .

عدم القدرة على الحفاظ على وضعية جسم مستقرة بسبب الألم أو تقلص العضلات .

امتداد الألم إلى جدار الصدر أو أحد الأطراف، في حال وجود ضغط على أحد الأعصاب .

الوقاية من آلام العمود الفقري

تقوية عضلات الجذع: ممارسة تمارين البطن والظهر بانتظام تساعد على دعم العمود الفقري وتثبيته .

الحفاظ على وزن صحي: تقليل الوزن الزائد يقلل من الضغط الميكانيكي على الفقرات القطنية والعجزية .

اعتماد وضعية جلوس صحيحة: يجب الحرص على الجلوس بشكل صحيح، خاصةً أثناء العمل المكتبي أو الجلوس لفترات طويلة .

الابتعاد عن التدخين: التدخين يؤثر سلبًا على تدفق الدم إلى الفقرات ويسرع من تآكل الأقراص .

تجنب رفع الأجسام الثقيلة بطريقة خاطئة: يجب ثني الركبتين بدلًا من الظهر والاعتماد على عضلات الساقين عند رفع الأشياء الثقيلة .

المواظبة على نشاط بدني منتظم: ممارسة المشي السريع أو السباحة تقلل من تيبس العضلات وتحسن الدورة الدموية .

إدارة التوتر النفسي: التوتر قد يسبب تقلصات عضلية مزمنة في منطقة الرقبة والكتفين، لذا يجب تعلم طرق الاسترخاء وإدارة التوتر .

العلاج

العلاج غير الجراحي

الراحة المؤقتة: يُنصح بها فقط في الأيام الأولى (يوم إلى ثلاثة أيام)، لتجنب ضعف العضلات الناتج عن التثبيت الطويل .

مضادات الالتهاب: تُستخدم لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة .

مرخيات العضلات: تُصرف في حال وجود تشنجات حادة أو ألم حركي مزعج .

العلاج الطبيعي المخصص

يشمل التمارين التي تهدف إلى استعادة مرونة العضلات ودعم الفقرات .

قد يشمل أيضًا: التدليك العلاجي، العلاج بالحرارة والبرودة، التحفيز الكهربائي، وتمارين الإطالة .

الدعم السلوكي والحركي: يشمل إعادة تدريب المريض على الحركات اليومية وتعديل نمط الحياة لتقليل الضغط على العمود الفقري .

العلاج الجراحي

يوصى به فقط في حالات معينة بعد فشل العلاج التحفظي، أو عند وجود ضغط واضح على الأعصاب، ومن أبرز الإجراءات الجراحية المتاحة لعلاج مشاكل العمود الفقري .

استئصال القرص

توصيل فقرتين أو أكثر باستخدام أدوات معدنية وعظمية .

استبدال القرص .

استئصال الصفيحة الفقرية .

تقنيات ترميم الكسور الناتجة عن هشاشة العظام .