في سياق مساعي كلية طب القصر العيني لتحديث المناهج الدراسية بما يتماشى مع التطورات العالمية المتسارعة، خاصة في ميدان الذكاء الاصطناعي، نُظمت ورشة عمل تحت عنوان “6 خطوات لتقييم الطلاب الفعال في عصر الذكاء الاصطناعي واستخدامه في إعداد الامتحانات”، برعاية كريمة من الدكتور حسام صلاح، وبتنظيم دقيق وإشراف من الدكتورة حنان مبارك، وكيلة الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والأستاذة الدكتورة نادية بدراوي، أستاذة طب الأطفال ورئيسة شعبة التعليم الطبي للمهن الصحية بالجمعية الطبية المصرية،

استضافت قاعة الـ VIP بالدور السادس في مبنى الـ LRC فعاليات الورشة، وقدمها الدكتور محمد حسنين، أستاذ الكيمياء الحيوية والزميل الأول في AdvanceHE UK، بالإضافة إلى كونه رئيس وحدة التقييم ولجنة الذكاء الاصطناعي بكلية الصيدلة بجامعة الملك عبد العزيز، ومستشارًا لنائب رئيس الجامعة للشؤون التعليمية، ومستشارًا بمركز تطوير التعليم والتعلم بجامعة الملك عبد العزيز، كما يحمل شهادة في علوم البيانات والتعلم الآلي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة الأمريكية،

استهدفت الورشة نخبة من الكوادر الأكاديمية والإدارية، بمن فيهم أعضاء وحدة ضمان الجودة ومركز التعليم الطبي ولجنة القياس والتقويم ورؤساء الأقسام والقائمون على إعداد الامتحانات بالأقسام ومنسقي الامتحانات، وقد ركزت الورشة بشكل خاص على إحداث تحول نوعي في جودة التعليم الطبي من خلال الدمج الفعال للتقنيات الحديثة، وعلى رأسها أدوات الذكاء الاصطناعي، مع ممارسات التقييم والتخطيط التعليمي،

تميزت الورشة بجوهرها التفاعلي المثمر، إذ حفلت بمناقشات قيمة بين أعضاء هيئة التدريس ورؤساء الأقسام والمحاضر، تناولت سبل تطبيق الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج الدراسية وتوصيفها، وبناء بنوك أسئلة متينة، وتصميم امتحانات تكوينية ونهائية ذات طابع تراكمي، هذا بجانب التحليل الإحصائي لنتائج الطلاب بما يخدم أهداف التحسين المستمر وضمان الجودة،

ارتكزت الورشة على منهجية من ست خطوات تهدف إلى وضع إرشادات واضحة لإنشاء نماذج GPT مخصصة، بغية تعزيز التعلم التفاعلي، حيث تتيح هذه النماذج للطلاب التفاعل الإيجابي مع المحتوى، من خلال طرح الأسئلة وتلقي تغذية راجعة فعالة، مما يسهم بشكل ملحوظ في تعميق الفهم وتنمية المهارات الأكاديمية والمهنية،

شملت المناقشات عرض نماذج لاستخدامات GPT في دعم أعضاء هيئة التدريس لتطوير محتوى المقررات، وإدارة تقييمات الطلاب بكفاءة، وتحسين عمليات الجودة والاعتماد، بالإضافة إلى استخدام هذه الأدوات في مساندة الباحثين في تطوير الأبحاث ومراجعتها وفق معايير علمية دقيقة، ويُعتبر دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي خطوة محورية نحو الارتقاء بمنظومات التعليم والتقييم والبحث،

في ختام الورشة، تم التأكيد على أن تطوير نماذج ChatGPT واستخدامها في التعليم الطبي يمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا التعليم، تنبئ بتحسينات جوهرية في أساليب التدريس والتعلم والتقييم والبحث، وذلك من خلال توفير تجارب تعليمية مخصصة وتعزيز النتائج التعليمية ودعم البحث العلمي، ومع ذلك، يرافق هذا التقدم تحديات تقنية وتربوية وأخلاقية تتطلب إدارة حكيمة ومدروسة، لضمان الاستخدام الأمثل والمسؤول للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم الطبي،

تُعد هذه الورشة بمثابة حجر الزاوية في سلسلة من المبادرات التطويرية التي تقودها كلية طب القصر العيني، سعيًا نحو تعليم طبي أكثر حداثة وابتكارًا، يعتمد على أدوات العصر ويحقق التميز الأكاديمي على الصعيدين المحلي والعالمي،