وقال جوارديولا في حوار مع مجلة (جي كيو) الإسبانية إن غياب الإنسانية واضح مما يجري في فلسطين وأوكرانيا، متسائلا عن سبب صمت العالم تجاه مآسي تقع على بُعد ساعات قليلة منا بينما يواصل الجميع حياتهم وكأن شيئا لم يكن.

وأضاف أن "العالم يشاهد مآسي غزة وفلسطين في بث حي عبر الشاشات لكنه عاجز عن اتخاذ أي خطوة لحلها"، لافتا إلى أن ما يحدث اليوم لم يكن ليظهر بهذه الطريقة إبّان الحربين العالميتين.

وكان جوارديولا قد أدان في حزيران/ يونيو الماضي استمرار العنف وسقوط مئات الضحايا في فلسطين وأوكرانيا والسودان، قائلا إن ما يحدث في غزة مؤلم للغاية.

وفي كلمته التي ألقاها حينها في قاعة ويتوورث التاريخية، قال جوارديولا: "من المؤلم جدًا رؤية ما يحدث في غزة، إنه يحرق جسدي بالكامل"، مضيفًا: "هذه ليست قضية أيديولوجية أو نقاشًا حول من على حق ومن على خطأ، بل هي مسألة إنسانية بحتة.. مسألة حب للحياة وحرص على الجار".

وذهب جوارديولا أبعد من ذلك عندما قال: "ربما نرى أطفالًا في الرابعة من عمرهم يُقتلون بقنبلة أو يموتون في مستشفى لم يعد مستشفى، فنقول: هذا لا يعنينا. لكن المرة القادمة، قد يكون هؤلاء أطفالنا. وهذا يُخيفني".

وأشار إلى أن مشاهد الحرب ترافقه يوميًا منذ بدايتها، مؤكدًا: "كل صباح أرى أطفالي أمام عيني، ولا يمكنني تجاهل ما يحدث. ربما يبدو ما يجري بعيدًا عن واقعنا، لكن لا يجوز أن نقف صامتين".

وفي ختام كلمته، سرد جوارديولا قصة رمزية لطائر صغير يحاول إطفاء حريق في الغابة بقطرات ماء من البحر، في رسالة رمزية شددت على أن "قيمة الفعل لا تُقاس بالحجم، بل بالاختيار... برفض الصمت عندما يتطلب الموقف صوتًا، والتحرك عندما يستدعي الأمر موقفًا".