أعلنت شركة بيبسيكو أنها بصدد إعادة هيكلة استراتيجيتها التسويقية والإنتاجية، تماشيًا مع رغبات المستهلكين المتزايدة نحو المنتجات التي تعتمد على مكونات طبيعية. وجاء هذا القرار بعد تصريحات مفاجئة أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن شركة كوكاكولا وافقت على استخدام السكر الطبيعي بدلاً من شراب الذرة عالي الفركتوز داخل الولايات المتحدة.

ترامب يتدخل ويضغط على كوكاكولا

خلال منشور نشره عبر منصته "تروث سوشال"، كشف ترامب عن محادثاته مع شركة كوكاكولا، معلنًا أن الشركة وافقت على تعديل تركيبة منتجاتها واستبدال شراب الذرة المثير للجدل بالسكر الطبيعي. وعلق قائلاً: "هذا سيكون قرارًا رائعًا — سترون". ويُعرف ترامب بولعه بمشروبات الدايت، وتحديدًا "دايت كولا"، رغم احتوائها على الأسبارتام، وهو مادة مثيرة للجدل في الأوساط الصحية.

رئيس بيبسي يؤكد الالتزام بتفضيلات السوق

من جهته، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو، رامون لاغوارتا، خلال مكالمة أرباح عُقدت الخميس، أن الشركة تتبنى نهجًا يعتمد على توجهات المستهلك، قائلاً: "نحن نتبع ما يريده المستهلك. إذا أراد السكر الطبيعي، فسنقدمه له". وأضاف أن الشركة تسعى لحذف الألوان والنكهات الصناعية من منتجاتها، على غرار ما فعلته في قطاع الأغذية سابقًا.

كوكاكولا تلتزم الصمت الرسمي

رغم تصريحات ترامب، لم تُصدر شركة كوكاكولا تأكيدًا رسميًا بشأن هذه الخطوة حتى الآن. واكتفت بإصدار بيان لمجلة "نيوزويك"، أشارت فيه إلى "تقديرها لحماسة الرئيس تجاه العلامة التجارية"، مؤكدة أنها بصدد الإعلان عن مجموعة جديدة من المنتجات، دون توضيح ما إذا كانت تتضمن استخدام السكر الطبيعي داخل الولايات المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن كوكاكولا تستخدم بالفعل السكر الطبيعي في أسواق خارجية مثل أستراليا والمكسيك.

تحذيرات صحية ودعوات للتغيير

تأتي هذه التطورات في ظل ضغوط متزايدة من خبراء الصحة ومسؤولين حكوميين، حيث دعا وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت كينيدي الابن، الشركات إلى حذف المواد الصناعية، بما في ذلك الأصباغ والنكهات الاصطناعية. كما أشار تقرير صدر عن لجنة "لنجعل أمريكا صحية مجددًا" إلى ارتباط شراب الذرة عالي الفركتوز بزيادة معدلات السمنة بين الأطفال، بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى، محذرًا من الاستهلاك المفرط لهذا المكون.

المشهد القادم في سوق المشروبات الغازية

تفتح هذه التحركات الباب أمام صراع تجاري جديد في سوق المشروبات الغازية، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى موازنة المعادلة بين الحفاظ على التكلفة وتلبية تطلعات المستهلكين. ومع دخول السياسة على خط المنافسة، يبدو أن "حرب السكر" قد بدأت بالفعل، وقد تعيد تشكيل مستقبل الصناعة في الولايات المتحدة وربما العالم.